أقلام حرة

جودت العاني: فلسفة الزمان.. بين النسبي والمطلق

حين نتابع بدايات الزمان كباحثين في شؤون الفلسفة تبدو هذه البدايات والنهايات هلامية، وهذا يعني ان لكل بداية نهاية.. والتساؤل هنا كيف هو شكل ما قبل الوجود وشكل ما بعد الوجود؟ وهل كان هناك زمان قبل الوجود وبعد الوجود؟

هذه المقاربة تكشف وجود فضاءات كونية عائمة أبدية خالية من الزمان.

ويتضح من ذلك أن الزمان هلامي خارج الوجود، كما يبدو في قاموس الفلسفة، هو زمان لا حدود له، فضاء سرمدي يتحرك فيه الوجود حركة ذاتية دائبه أزلية.

في هذا الفضاء السرمدي كان الوجود وكان العدم،

فهل كان قبل الوجود عدم؟

وإذا كان كذلك إفتراضا، فكيف يخلق الوجود من العدم؟

ليس ذلك تشكيكا ، إنما مطارحة فكرية طرحها سبنوزا وسارتر، وهيدجر قبلهما حين بحث إشكالية

إن الوجود سابق للعدم، حيث يتشكل المنطق المجرد (وجود – عدم – وجود).. وناقش ايضا موضوعة ان العدم يسبق الوجود (عدم – وجود – عدم)، والتساؤل هنا هل يخلق الوجود من العدم؟ بينما يقول منطق العقل أن العدم لا يخلق الوجود، لماذا؟ لأنه عدم.

إذن، من يسبق من..؟

هل يولد الوجود من العدم؟

وإذا كان ما قبل الوجود عدم وما بعد الوجود عدم فإن الوجود سيكون بين عدمين أي (عدم – وجود – عدم) بمعنى (قبل الولادة عدم وبعد الموت عدم).. وهذا يعني ان الوجود الانساني في حقيقته نسبي وإن العدم في حقيقته مطلق. وهذا يؤكد أن وجود الكائن في الحياة وجودا نسبيا بين عدمين.. وتلك من بديهيات فلسفة الوجود والعدم.

***

د. جودت صالح

إسطنبول 1/ 9/ 2025

........................

*عن فلسفة الوجود والعدم [هيدجر ونيتشه وسبنوزا وسيمون دي بوفوا وجون بول سارتر وهنري بيرغسون وكولن ويلسون وغيرهم.]

في المثقف اليوم