أقلام حرة

صادق السامرائي: اللاإنسان!!

برغم كل ما يُقال ويشاع عن النظام الصيني، لكن الكثير من المواقف والأحداث تشير إلى أن المواطن له قيمته، والحكومة الصينية ترعى هذه القيمة وتدافع عنها.

فإذا حصل أذى لأي مواطن صيني في العالم، حتى ولو كان يحمل جنسية بلد آخر، فأن حكومة الصين لا تتبرأ منه وتطالب بحقوقه وتدافع عنه.

وقد حصلت بعض الحالات في السابق وأبدت حكومة الصين مواقفها المدافعة عن كرامة أبنائها وحقوقهم وعدم سماحها بإهانتهم والنيل منهم.

وبالمقارنة بما يحصل في مجتمعاتنا، التي ما عاد الإنسان فيها يساوي شيئا، وإنما رقما على يسار رقم الكراسي التي تنبع منها المآسي.

فكل يوم يموت العشرات في الإنفجارات والإغتيالات، وحوادث الطرق والأمراض وغيرها من الويلات، ولا تجد كرسيا تتملكه الغيرة الوطنية والإنسانية، فيصرخ وينادي ويعالج ويسعى لتحقيق الأفضل، بل الجميع في ترسانة وجودهم المحروسة منكمشين، وإن تحدثوا عن الضحايا فأنها مجرد أرقام بلا قيمة ولا معنى.

ولا تجد صرخة شعبية مدوية بوجه ما يحصل، وكأن الشعب لا وجود له ولا دور عنده.

تلك ظاهرة تشرح الفرق ما بين المجتمعات الحية المعاصرة القوية المبدعة، والمجتمعات الميتة المدثرة بالضلال، والضعيفة المُصادرة الإرادة والمصير.

فهل عندنا وعي إنساني ووطني وحضاري وغيرة على الحياة؟

وهل إن ضمائرنا تنبض بصدق القيم والأخلاق التي نتمنطق بها؟

لقد كنا أعزة كرماء، عندما كان قادتنا يخشون أن يجوع بعير في الأرض التي تحت إمرتهم فيكونون مسؤولين عليه.

وعندما كانت خشية الله قيمة سامية تقرر وترى وتفعل وهي الحَكم والدليل.

فلماذا نلوم الآخرين والزمن وننسى بأننا الآثمون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم