أقلام حرة
جودت العاني: تسميات تثير تساؤلات!!

اعرف ان بعض التسميات غريبة واخرى تدفع الى الريبة والشك في مدلولاتها والبعض الاخر يثير تساؤلات تستولد بدورها تساؤلات أخرى تشتبك في ساحات مكتظة بعلامات الاستفهام.. وليس في هذا أية إساءة، لا للتسميات ولا للموضوع ولا للشخوص، إنما صفحة تتيح المجال للفكر ان يقف على حقيقة المسميات فيما اذا كانت متطابقة ام منسجمة متوافقة ام متعايشة مع الخط العام للتسمية.
هل تنعدم تسمية المسلم بالمسلم مثلا؟ لماذا يؤطر الدين الاسلامي الحنيف بإطار سياسي؟ وهل الدين يحتاج الى اطار سياسي؟ من يقول ان الدين سياسة والسياسة دين؟ لماذا الاصرار على تأطير الدين بمنهج سياسي في واقع متعدد الديانات غير المؤطرة؟ لماذا يهمل الاصل القومي العروبي للمنطقة العربية؟ فإذا لم يكن المسلم مؤطراً بالسياسة فهل يسقط عنه الدين الاسلامي؟ وما الغاية من وضع الدين في بوتقة السياسة؟ لماذا لا يترك الانسان يتعبد من دون اطر سياسية؟ وهل نشر الدين يحتاج الى احزاب تؤطر بمناهج سياسية؟ لماذا لا تأخذ المؤسسات الدينية مساحتها في التوجيه والارشاد والموعظة الحسنةْ بدلا من التأطير السياسي للدين والمناهج، وهل يستطيع التأطير ان يتجنب إشكاليات السياسة ونتائجها التقسيمية الوخيمة؟، ولآن الدين ليس سياسة فهل هو بحاجة الى اطر..؟ ولا بأس في المؤسسات وليس الاحزاب، ان تتولى رعاية الدين مثل الجوامع والصوامع والمعابد والمأذن ودور العبادة ومنهجها في الارشاد والتوجيه والموعظة الحسنة.. فلماذا إذن الاطر السياسية لتقييد الدين بشبكات السياسة وإشتباكاتها واحزابها وسلطاتها التي تفرق ولا تجمع؟
الغرض، ليس التشهير ابدا او الانتقاص، إنما التحذير من مغبة إدخال الدين في السياسة وإدخال السياسة في الدين، لأن الخلط لا يجلب سوى التقسيم والتفتيت، ما دامت السياسة لها نزعات واحتكاكات ومنافسات وصراعات فضلا عن مدخلاتها ومخرجاتها الخاصة. فالدين هدفه العبادة أما السياسة فإن غرضها المصالح.. ووسائله الصراع والتنافس.. فإذا دخلت السياسة في الدين قسمته، وإذا دخل الدين في السياس أفسدته.. !!
فكيف نضع كل منهما في خانته؟ لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة؟ لأن الحصاد فساد وركود وتأخر ثم تهميش وتفكيك وتفتيت.. إإ
***
د. جودت صالح
21/أيلول 2025