أقلام حرة
صادق السامرائي: غرائب عقولنا!!
هناك ظاهرة راسخة في كتاباتنا وتحليلاتنا، مفادها أن المجتمع فيه العديد من التنوعات الإثنية والعقائدية، وكأن مجتمعاتنا تنفرد بهذه الخواص دون غيرها.
فهل وجدتم مجتمعا متجانس الأعراق في أية بقعة أرضية؟
الدول الغربية فيها جميع الأنواع البشرية، فلماذا لم تحسب ذلك معوقا وعاهة وطنية؟
التنوع في الدنيا يصنع سبيكة إجتماعية، ويعزز القدرات وينمي الطاقات، وفي مجتمعاتنا نحسبه مشكلة كبيرة، والعلة الحقيقية في الكراسي الجاهلة الخالية من الوعي الوطني.
ألا تخجل الأقلام التي تكرر هذه الطروحات المجردة من الفهم الإنساني المعاصر.
إنه لعيب مشين أن تبقى النخب تتمنطق بتعدد الحالات في مجتمعاتنا، وهي في حقيقتها من أقل مجتمعات الدنيا تنوعا.
لو تأملت أي مدينة أوربية ستجد فيها تنوعات تتفوق على أي دولة في أوطان الأمة، ولتعجبتَ من اللغات والثقافات والعادات والتقاليد المتباينة.
فلماذا يتكرر الإدّعاء؟
يبدو أنه لتبرير عجز الكراسي عن التفاعل الوطني وتأمين حقوق المواطنة والإنسان، والإعتماد على ما يساهم في سطوتها وإستلابها للبلاد والعباد، فمن الأضمن لبقائها فترة أطول في الحكم، أن تطلق ذريعة التنوعات التي تمنعها من تحقيق ما تسعى إليه من الأهداف والبرامج والخطط، وهي أكذوبة أكل عليها الدهر وشرب.
لماذا لا يوجد دستور وطني يضمن مصالح الجميع؟
لماذا لا تتبدل أنظمة الحكم إلا بسفك الدماء؟
لماذا التفرد بالحكم وتحويله إلى سلوك إستحواذي إنتهابي غنائمي، لا يسمح لغير المتسلطين على الشعب، من التصرف بثرواته، وتأكيد مراميهم الشخصية بعيدا عن المواطنين، الذين إذا طالبوا بحقوقهم، آوتهم سجون العذاب والتغييب؟!!
فهل سنتحرر من هذه الفرية الرعناء؟!!
***
د. صادق السامرائي