أقلام حرة

صادق السامرائي: الدسيسة المهذبة!!

الدسيسة: ما أُضْمِرَ من العداوة، مكيدة وحيلة خفية.
مهذب: مؤدب
الكتابة مهمة محفوفة بالمخاطر والكاتب الحر كالقابض على الجمرة وقلمه عدوه، وأفكاره الحرة الجريئة الساعية للحقيقة والنور قد تنقلب وبالا عليه.
والمقالات التي لا تعرف الخوف وتتناول ظاهرة تستحق التصدي والتغيير تجابَه بطوابير من الذين يكتبون بمداد الآخرين، ويتقاضون منهم على ما يكتبونه، ويحاولون تفنيد الحقيقة، وإيهام القارئ بأن الكاتب يقصد غير ما ذهب إليه.
فتفاعلهم إنفعالي مشحون بالعواطف السلبية، ويستخدمون مفردات سلبية، لكي يثيروا عواطف القارئ ويعطلوا عقله، ويمنعونه من التواصل الموضوعي المحايد مع ما يقرأ.
أي يطفئون أنوار العقل ويؤججون العواطف والإنفعالات، ويتوهمون بأن هذه الأساليب يمكنها أن تطمس الحقائق، وتحق الباطل وتبسط الضلال والبهتان، وتمنع الأجيال من رؤية الشمس التي يحاولون تغطيتها بغربال.
فالكاتب الحر يعاني منهم، إذ يحاولون إجهاض ما ينشره بتعليقات وكأنها مؤدبة، لكنها عسل فيه سم، ويبدو أنهم مدربون على اللعب بعقول الناس، ويتناسون أن العصر معلوماتي صدّاح، لا تخفى على أحد فيه خافية، وأكاذيبهم لا يمكنها أن تعيش، فالحقيقة أقوى وأصدع وأقدر على البقاء والنماء.
وكثيرا ما يسعون للإستثمار في حالات يظنونها، وفقا لأحكام مسبقة يغذون بها أتباعهم .
ومواجهتهم والإنتصار عليهم يكون بالثبات والمواصلة، وعدم الإنزلاق إلى مواضع إستنقاعهم، فالزمن كفيل بإيقاظهم من غفلتهم، وعمههم الذي فيه يرتعون.
وقل عاش القلم الحر الجريئ، والكلمة الطيبة لها النصر، وللكلمة الخبيثة الهزيمة النكراء!!
***
د. صادق السامرائي
23\11\2020

في المثقف اليوم