أقلام حرة
صادق السامرائي: والقلم!!

"...إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ....."!!
العرب قبل الإسلام يقرأون ويكتبون، ويعرفون القلم، ولهذا كانت المخاطبة بلغتهم ومفرداتهم التي يفهمونها.
فالقول بأنهم غير ذلك فيه تجني وإنتفاء أدلة وبراهين.
ويبدو أن التصور الجديد قد وضع حواجز بين ما هو قبله، وربما ألغاه، ووصفه بالجاهلية، كما تصف اليوم أنظمة الحكم اللاحقة لسابقاتها، وتعلق عليها إخفاقاتها، فلا بد للجديد أن يتفوق على ما سبقه وتسفيهه.
"فويلٌ للذين يكتبون كتاب الله ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم"
العرب كانوا يقرأون ويكتبون، ويعرفون معاني الكلمتين، ولهذا جاءت أول سورة "إقرأ باسم ربك الذي خلق.. الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لا يعلم"
كما ذكر الكتابة"... إذا تداينتم بديْن إلى أجل مسمى قاكتبوه...."
"ن والقلم وما يسسطرون"
فالكتابة والفراءة والقلم، لم تكن غريبة على المجتمع في مكة وسائر مواطن العرب، ولهذا كان الخطاب بتلك المفردات المتعارف عليها.
فصفة الجهل فرية أريد بها إبطال ما كان قائما والتمسك بالعقيدة التي ألغت ما قبلها، أو صوبته ووضعته في صيغ تتوافق ورسالتها.
ما وردنا القليل من فيض إبداع العرب ومعارفهم القديمة، فلم يكونوا متخلفين عن المجتمعات القائمة في زمانهم، بل من المتفوقين عليها، ولهذا حافظوا على وجودهم وسيادتهم وعزتهم وكرامتهم، ومثلوا قوة إقتصادية وروحية مؤثرة في مجتمعات الدنيا آنذاك.
أما الصراعات البينية، فهي نشاطات إقتصادية بحتة شملت كافة مجتمعات ذلك الزمان، وللعرب أصول وضوابط في تفاعلاتهم الحربية مع بعضهم، ولهم تقاليدهم وأعرافهم وقوانينهم الواضحة.
وإنهم لمن العارفين!!
و"عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم"!!
***
د. صادق السامرائي