أقلام حرة

صادق السامرائي: المؤمنون بماذا يؤمنون؟!!

آمن: وثق وصدّق، إنقاد وأطاع، آمن بالله ورسوله، أي أسلم لهما وإنقاد وأذعن.

مؤمن: مصدّق، يؤمن بالله واليوم الآخر.

تتردد كلمة مؤمنون على مسامع الناس وتحسب حالة سامية،  وذات نزاهة وقيمة روحية وإعتقادية، وتمرر في الوعي الجمعي على أنها غير ما هي عليه، وما تساءل أحد بماذا يؤمن المؤمن؟

موضوعات الإيمان متنوعة، وتمتد ما بين الحق والباطل، والخير والشر، فهي لا تعد ولا تُحصى.

فما أكثر الذين يؤمنون بالشر والظلم والعدوان على حقوق الآخرين، ويسمَّون مؤمنون أو مؤمنين، وهي تسمية صادقة، لأنهم يعبّرون عن إيمانهم بسلوكياتهم المتفقة معه.

وتجدنا أمام طوابير من المؤمنين بما لا يخطر على بال من الرؤى والتصورات، والنوازع المطمورة في دياجير السوء الفاعلة في دنياهم السوداء.

هؤلاء يؤمنون بسفك الدماء، وغيرهم يكفّرون وسلوكهم ينضح بالإيمان، وكل على قدر فهمه وإعتقاده بما يرى، فلا توجد حالة إلا والمنتمون إليها من المؤمنين بما جاءت به، ويمثلون التمسك بالرؤية والمعتقد وترجمته بسلوكيات واضحة.

فلكي يتبين معنى كلمة مؤمن، لابد من الكشف عمّا تدل عليه وتشير إليه.

المجتمع يرى أن المؤمن من آمن بالله ورسله وكتبه، ويحسبه أقرب الناس إلى الدين، وما أدرك أن المؤمن يترجم إرادة أمّارة السوء الفاعلة فيه، ويتخذ من الدين برقعا لإخفاء ما تحثه على القيام به من مساوئ وأفعال دنيئة.

البعض يؤمن بالعدوانية، والآخر يرى أخذ حقوق الآخرين من الإيمان، ومنهم من يؤمن بالفساد والرشوة والمحسوبية، وينكر وجود الوطن، ويحسب التبعية والتقليد من أعلى درجات الإيمان، بل وقتل أخيه في الإنسانية من مراتب الإيمان العليا.

فعن أي إيمان يتحدثون، وهم يتمرغون بالهوان والتبعية والفساد، وحرمان المواطنين من أبسط حقوق الإنسان؟!!

و"لا إيمان بلا محبة"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم