أقلام حرة

فارس حامد عبد الكريم: كيف تدار الشعوب؟

الشعوب إما تدار بالقوة الخلاقة المتمثلة بقوة القانون والنظام التي تجعل منهم أحراراً في اوطانهم فكراً وعقيدة ونظاماً ينتج المواهب الخلاقة

وإما أن تدار بقوة الطغيان والسفاهة الفردية فتجعل من الشعوب كالعبيد او كالقطعان (بل أضلّ سبيلا) التي تنهشها الذئاب كلما اشتهت الدم فلا فكر ولا عقيدة ولا موهبة غير فكر الطغيان وموهبة الطاغية وابناؤه المتحفزين لوراثته

وهذا ما يفسر انتعاش وإزدهار الآداب  والفنون بمختلف أصنافها في عصور التنوير الأوربية بعد اسقاط الطغاة التاريخيين (الميثاق الإنكليزي  للحريات -الماكنا كارتا- 1215،الثورة الأمريكية 1765، ودستور الثورة الفرنسية 1789)

 وهذا ما حصل فعلاً في العهد الملكي العراقي (1921 - 1958) عهد الحريات العامة التي أنتجت نجوماً لامعة في سماء العراق الناشئ فقد ازدحمت حينها الاسماء اللامعة في سماء الأدب والفن ومنها الشعر والقصة والفنون التشكيلية والمسرح والغناء فقد ازدحمت الساحة الادبية بشعراء مبدعون (جميل صدقي الزهاوي، معروف الرصافي، الجواهري، نازك الملائكة، البياتي، بدر شاكر السياب، بلند الحيدري، الفريد سمعان، باقر سماكة، بثينة الناصري، حسب الشيخ جعفر، لميعة عباس عمارة ….. وقامات ثقافية عالية مثل (طه باقر، علي الوردي، مصطفى جواد، جواد علي، أحمد سوسة) والقائمة تطول رواد الفن التشكيلي العراقي (نوري الراوي، فائق حسن، وجواد سليم، ومحمد غني حكمت، وكاظم حيدر، وخالد الجادر، وإسماعيل الشيخلي، وحافظ الدروبي، سعد الطائي،رفعة الجادرجي نزيهة سليم، إسماعيل فتاح الترك، حسن شاكر ال سعيد فضلا عن نخبة من عمالقة الفن التشكيلي الآخرين،

وأبدع في مجال الرواية والقصة (ذو النون أيوب، فؤاد التكرلي، غائب طعمة فرمان، يوسف الصائغ، حياة شرارة، شاكر خصباك، عبد عون الروضان، عبد الرحمن الربيعي، سامي مهدي، حسب الشيخ جعفر، حسب الله يحيى وعشرات من العمالقة في فن الرواية … لازلنا نفتخر بهم ليومنا هذا ولكن لابديل حل محلهم  فقد عجزت الأنظمة القمعية اللاحقة عن انتاج مثيلاً لهم بل انتشرت الأفكار السوداوية المليئة برائحة الدم والموت المجاني فتحطمت المدنية الخلاقة وحلت محلها القروية التافهة شكلاً ومضموناً التي تقتل روح الابداع وتمجد الطغيان والآداب والفنون التافهة على حساب قوة القانون والمواهب الخلاقة.

***

فارس حامد عبد الكريم

 

في المثقف اليوم