أقلام ثقافية
حسين صقور: بشير بشير نفس طويل في الفن والحياة والعلاقات
تصميم سابق وتكوينات جريئة
هي قراءة متواضعة في أعمال الفنان الصديق بشير بشير وفي مصنع الكلمات هناك علاقة تناغمية بين كافة القطع المشكلة والملهمة وأي عطب يصيب واحدة من تلك القطع يستوجب تأخراً وإيقاف لغاية التصحيح والتصليح كي لا نتورط بمنتج دون المستوى المطلوب .. بعد طول انتظار لا يخلو من تواترية كان علي أن أعيد الصيانة لأكشف عن تلك القطعة المتسببة في هذا التأخير وفي كل تأخير خير وأرجو أن يتحقق الخير في تلك المادة.
يتمتع الفنان بشير بشير بنفس طويل في الفن والحياة والعلاقات وتشير سلسلة أعماله المتواصلة لروح عاشقة تسعى لتأكيد ذاتها وحضورها سواء عبر سلسلة النشاطات الممتدة في الزمان والمكان أو عبر اللوحات البانورامية التي تؤكد قدرته على السيطرة ضمن المساحات الكبيرة والصغيرة في آن أو حتى عبر تلك الأعمال التي سعى من خلالها ل شكل جديد وغير تقليدي للوحة والعمل التشكيلي بحيث يكون الفراغ مكانا مناسبا لعرض واستعراض مكعباته الحاملة لألوانه وخطوطه .. هو الفنان بشير بشير ..وهي لوحته المستخلصة والملخصة لروح الحرف إليه تشير.أما أنا فأشير لأسلوبية الفنان وذهنيته الباحثة عن التوازنات بدءاً من البناء الهندسي للعمل إلى المساحات اللونية المفروزة مسبقاً (لون رئيس وألوان متممة) ثم إلى الإدخالات الخطية التي تستقصي روح الحرف وحركته وتوظفها عبر تغريدة تعتمد التحوير لحدود تعيده أي الحرف لبدائته والتكثيف لتوحي بأبحدية مخطوطة على لوح رقم يتشكل من خلالها النسيج الخاص الذي يحرك العمل ويؤكد على قيمته الجمالية ...
يثير عمل بشير بشير التساؤلات حول نسب انتماءه للقيم الجمالية الإعلانية والزخرفية من جهة أو للوحة تحمل قيم فنية وتعبيرية من جهة أخرى والجواب هنا نابع من قلب أسلوبيته الممتدة للزخرفة العربية في الجذور والمتعالية نحو تشكيلات وتكوينات هندسية حرة وجريئة وخارجة عن القواعد الرصينة للعبة (الزخرفة) عند الفروع.
فإن كان كذلك فسيكون له الفضل في إنعاش الزخرفة وإدخالها ضمن إطار العمل التشكيلي الحداثي المفتوح للتنوع تبعا لتطور الأدوات طباعة غرافيكية وغيرها
يؤكد بشير على المساحات الوحشية كخلفية وكإطار ينظم نقوشه ورسومه اللاحقة ومساحاته تعكس خبرة و قدرة على اختيار القيم اللونية المتوافقة والمتكاملة الممتدة فكل لون يستدعي مكملة الأسود الكتيم الراسم للحروف يستدعي الأبيض والأحمر الأرجواني يستدعي الأزرق المخضر ووفق ذاك المفهوم المنظم هناك (لون رئيسي ممتد وألوان فرعية متممة ومكملة) و الألوان المختارة محضرة مسبقاً ولكل لون عبوته وفرشاته الخاصة فهو لا ينتمي للاتجاهات التراكمية الخادمة لتركيبة الألوان المعقدة ونادرا ما يضطر لخلط ومزج في آتون العمل ومخاضه.
ولأن أعماله تعتمد ذاك التصميم المسبق وتلك التقسيمات والتجاورات المدروسة لقيم اللون و امتداداته لذلك فهي تحافظ على نضارتها فوق السطوح البيضاء منذ البداية وحتى النهاية.
وحتى النهاية أقول شكرا لحضوركم وحضوري بينكم في معرض الفنان )100+1 ) في صالة الفنان مصطفى علي .. كنت حاضرا بروحي .. وقبل ذلك بأعوام كنت حاضراً بجسدي وأفكاري المرهقة حين استضافني صديقي الفنان بشير لليلتين متتاليتين في مرسمه الكائن في جرمانا بدمشق.
***
حسين صقور