ترجمات أدبية
قصيدتان من الشعر الألماني والبرتغالي

ترجمهما عن الألمانية والبرتغالية جميل حسين الساعدي
من الشعر الألمانــي
مقابر الأمـــــــــراء
كريستيان فريدريك دانيال (1)
***
هنـــا قــدْ حلَّ أهــلُ الكبريـــــاءِ
مِن الأمــراءِ في هــذا العــــراءِ
*
نعوشــاً ضمّــها قبــرٌ وكانــــوا
هــمُ الأصنــام في دنيا الريـــاءِ
*
شُعـــاعاً مُفزعــأً ألقـى عليــــهِ
نهــــارٌ شاحبٌ واهــي الضياءِ
**
فها هُمْ هامــــدونَ هنــا رقــودٌ
زبانيــــةُ الأنـــامِ كما الحديـــدُ
*
فمـــا يبكــي لفقدهــمُ مُحـــــبٌّ
ولا يرثيهـــمُ حُزنــاً مُــــــريدُ
*
فُرادى في قبورٍ مـــن صخورٍ
وذلٍّ فـــاقَ مــا ذاقَ العبيـــــدُ
**
وجدرانٍ كجــدرانِ السجـــونِ
تطوّقهـــمْ وذا حكــمُ المنـــونِ
*
عتــــاةٌ لـمْ يحسّوا أو يخافــوا
وعيدَ الدينِ ينذرُ فــي يقيــــنِ
*
لقدْ حسبـوا كرامَ النــاسِ بُهْماً
تُســــخّرُ للمصالحِ كًــلَّ حِيـنِ
**
جماجمُ قد عجزنَ عنِ الجوابِ
ذوتْ نظراتُهــا تحتَ التــرابِ
*
هنــا انظفأتْ وكانتْ في تعالٍ
تلّوحُ بالوعيــــدِ وبالعقـــــابِ
*
لِمنْ هوَ دونها وتشيعُ رعبـــاً
بإيماءاتهــا مِنْ كـلِّ بـــــــابِ
*
فإيماءاتُها للنــاسِ تعنـــــــــي
حياةً أو مماتــــاً فـي عـــذابِ
**
وثمّـةَ في الترابِ يدٌ لواها ألْـ
تعفّــــنُ فانحنتْ نحــوَ العظامِ
*
وكمْ مِنْ قبلُ قدْ آذتْ حكيمـــاً
إلى العرشِ اشتكى ظلمَ الطغامِ
*
ببضعةِ أحرفٍ خُطّـتْ رمتــهُ
بأغلالٍ غـــــلاظٍ فــي الظلامِ
**
وصدرٌ قد تحوّلَ ساقَ ميْـتٍ
وكــانَ يلفّـــهُ ثوبٌ مُـذهّـــبْ
*
عليهِ نجمــــةٌ قــدْ زيّنتـــــــهُ
ونيشـانٌ علـى دنــس ٍمُركّبْ
*
كأنّهمـــا إذا لاحــــا لعيـــــنٍ
من اللمعـانِ أشبهَ بالمُـذنّبْ (1)
***
..........................
(1) كريستيان فريدريك دانيال شوبرت شاعر وعازف ومؤلف موسيقي وصحفي ألماني، ولد في. 24.03.1739 في أوبرسونتهايم وتوفي في 10.10.1791 في شتوتغارت عن عمر يناهز الثانية والخمسين، ويعتبر احد الاسماء المهمة في الحركة الادبية المسمّاة ب( العاصفة والإندفاع)، التي بدا كل من غوتة وشيللر نشاطه الأدبي فيها، وأهم ما تدعو إليه هذه الحركة هو العودة إلى الطبيعة بدلا من الحضارة، والأصالة بدلا من التقليد، والدين بدلا من السخرية والعاطفة بدلا من العادات الرسمية . لم ينشر الشاعر في حياته سوى ثلاث قصائد وهذه واحدة منها، وقد أحدثت وقتها دويّا في الأوساط الثقافية والأدبيه، لما تضمّنته من نقدٍ لاذع للأمراء الذين يحكمون ألمانيا، وكان الشاعر شيللر يحملها معه أينما ذهب مكتوبة على قصاصات ورقية وقد ألهمته هذه القصيدة مضافا إليها أفكار عصر التنوير كتابة مسرحيته الشعرية الشهيرة (اللصوص)، التي جسّدت الرفض المطلق للسلطة المطلقة، والنزوع تحو الحرية ألإنسانية من الإضطهاد والظلم الإجتماعي.
وأحبّ أن أنوّه إلى أنّ القصيدة طويلة وقد وقع أختياري على هذه المقاطع التي أراها معبرة عن روح القصيدة ككل.
(1) المذنّب: هو جسم جليدي، حين يدخل في مجال جاذبية الشمس، تزداد حرارتهُ ممّا يسبب انصهار القطع الجليدية، فيصبح ذيلاً برّاقاً يزداد كلّما طولهُ اقتربَ من الشمس.
..................................
النص الألماني
Fürstengruft
Christian Friedrich Daniel Schubart
**
Da liegen sie, die stolzen Fürstentrümmer,
Ehmals die Götzen ihrer Welt!
Da liegen sie, vom fürchterlichen Schimmer
Des blassen Tags erhellt!
Sie liegen nun, den eisern schlaf zu schlafen,
Die Menschengeißeln, unbetraurt!
Im Felsengrab, verächtlicher als Sklaven,
In kerker eingemauert.
Sie, die im ehrnen busen niemals fühlten
Die schrecken der Religion
Und gottgeschaffene, beßre menschen hielten
Für Vieh, bestimmt zur Fron;
Da liegen Schädel mit verloschnen Blicken,
Die ehmals hoch herabgedrot,
der Menschheit Schrecken!- Denn an ihrem nicken
Hing Leben oder Tod.
Nun ist die Hand herabgefault zum Knochen,
Die oft mit kaltem Federzug
Den Weisen, der am Thron zu laut gesprochen,
In harte Fesseln schlug.
Zum Totenbein ist nun die Brust geworden,
Einst eingehüllt in Goldgewand,
Daran ein Stern und ein entweihter Orden
Wie zween Kometen stand.
.......................
من الشعر البرتغالي
قواعد لمن يريدون أن يعيشوا بســــــــلام *
Dom João Manuel
***
اسمعْ وانظرْ واصمتْ
كيما تعيش بدون قلق
عليك أن تغلقَ بابك
وتمتدح َجارك
لا تفعلْ كلَّ ما تستطيع
ولا تتحدثْ بكلّ ما تعرفـــه
ولا تحكمْ على كلّ ما تراه
وإياكَ أن تصدّق كلّ ما تسمعه
إذا كنت تريد أن تعيش في سلام
فعليك أن تراعي ستة أشياء:
عندما تتحدث ، كنْ حذراً
مع من تتحدث وأين ومتى
لا تثقْ أبدا ، بل كنْ صادقا مع نفسك
لا تحاولْ الإساءة إلى أيّ شخص
ولا تمكثْ طويلا في السوق
لا تضحكْ على من يمرّ بجانبك
فكلّ الذي ترتديه هو لك
لا تسبّ فاعلي السوء
لا تجلسْ على جحش
لا تتباهَ بزوجتك
ولا تكنْ محتالا ً ايضا
لا تجادلْ بدون سبب
فيوما ما سيبيّض شعرك
وفكاك يبقيان سليمين
***
...........................
النص البرتغالي
Regras para quem quiser viver em paz
Ouve, vê e cala,
e viverás vida folgada.
Tua porta cerrarás,
Teu vizinho louvarás,
quanto podes não farás,
quanto sabes nã dirás,
quanto vês não julgarás,
quanto ouves ná crerás,
se queres viver em paz.
Seis coisas sempre vê,
Quando falares te mando:
De que falas, onde e quê,
e a quem, como e quando.
Nunca fies nem perfies,
Nem a outro injuries,
Não estejas muito na praça,
Nem te rias de quem passa,
Seja teu tudo o que vestes;
a ribaldos nã doestes,
não cavalgarás em potro,
nem tua mulher gabes a outro;
nã cures de ser picão,
nem travar contra razão.
Assim lograrás tuas cãs
Com tuas queixadas sãs.
***
Dom joão Manuel
.......................
* يعود تأريخ كتابة هذه القصيدة الى القرن السادس عشر وتنسب الى كاتب وشاعر ودبلوماسي برتغالي Dom João Manuel