ترجمات أدبية
مارسيلو بيرماجر: قصتان قصيرتان للكبار فقط
تأليف: مارسيلو بيرماجر
ترجمة: د. محمد عبد الحليم غنيم
***
1- علاقات خطرة
أحبّت غزالة أسدًا، وكانت تخشى الاقتراب من حبيبها، الصياد الماهر. في إحدى الأمسيات، وهي مصممة على أن تموت مفترسة بدلاً من أن تموت من الحب، اختبأت خلف بعض الأغصان وقالت لعدوها الحبيب:
– يا أسد، أنا أحبك. أعطني فرصة. انظر إليّ، وإذا لم أعجبك، فاسمح لي بالهرب.
أجاب الأسد:
– حسنًا.
وافق الأسد الذي كان قد أكل بالفعل.
تجاوز الأسد الفروع والغصون التي كانت تختبئ وراءها الغزالة، وظل يراقبها في صمت لفترة طويلة. ثم تقدمت الغزالة للزواج وقبل الأسد.
في حفل الزفاف، بعد أن رقصت الغزلان وشربت (لم يحضر الأسود لأنهم كانوا يعارضون الزواج)، اندفع ااسد نحو أصدقاء وأقارب زوجته الجديدة، وبدأ في افتراسهم واحدًا تلو الآخر دون أدنى صعوبة.
صرخت الغزالة بيأس عندما لم يتبق سوى عدد قليل من أهلها:
- ماذا تفعل؟
قال الأسد بثقة وثبات:
- "إذا وقعت في حب عدوك، فليكن لديك على الأقل الإخلاص للتخلي عن أصدقائك"
***
2- جلد الأسد
في تلك الأزمان التي كان فيها الأسد مازال ملكا الغابة، لبس حمار جلد أسد. كان الحمار وهو مختبىء تحت جلد الأسد، يخيف النمور والزرافات ورفاقه من الحمير.
وفجأة، لمح اللقلق طرف أذن الحمار وعند ذلك صرخ فى دهشة:
- إنه حمار، حمار مختبئ تحت جلد أسد!
حاصرت جميع الحيوانات الحمار المحتال. ولم يكونوا على استعداد لقبول المزاح، فاقتربت منه بنوايا قاتلة؛ حيث لمع سكين في يد القرد وكان الأسد يستعد لتوجيه أول ضربة.
استولى الحمار بسرعة على السكين من يد القرد، وقطع جلد الأسد الذي كان على وشك عضه، ثم صرخ منتصرا:
- انظروا، انظروا ماذا يوجد تحت جلده.
لحم، ودم، وعظام. إنه مثلنا جميعًا. دمه أحمر مثل دمنا، وعظامه بيضاء مثل عظامنا؛ لا شيء يجعله مؤهلاً ليكون ملكًا.
إنه أيضًا مختبئ تحت جلد أسد!
(تمت)
***
.....................
الكاتب: مارسيلو بيرماجر/ (وُلد في 29 نوفمبر 1966 في بوينس آيرس) كاتب يهودي أرجنتيني. وهو حفيد لمهاجرين من رومانيا وبولندا وليتوانيا وسوريا. يُعرف بشكل رئيسي بكتابة سيناريو فيلم العناق المفقود الذي صدر عام 2004. من أبرز كتبه: الخرافات البرية.