قراءة في كتاب
أسماء محمد مصطفى: العلاج بالقراءة
أشرتُ في مقال سابق لي بعنوان (نزهة فكرية) الى أنني قرأتُ في أحد الكتب أنّ (المجتمع الذي لا يقرأ لا يتطور ولا يكتشف ذاته ولا يمتلك إرادة التقدم)، وكتبت ملاحظة بأنني سأتناول الكتاب مع الإشارة الى عنوانه ومؤلفه.
الكتاب المقصود هو (العلاج بالقراءة.. كيف نصنع مجتمعاً قارئاً؟، لمؤلفهِ حسن آل حمادة).
يطرح هذا الكتاب سؤالاً مهماً: هل نحن مجتمعات لا تقرأ؟، ويخوض في فصوله السبعة موضوعة الجواب على هذا السؤال مشيراً الى غياب ما يمكن أن نصطلح عليه بالاقتصاد الثقافي الذي يوظف المال في الثقافة ويجعلها من مجالات الاستثمار، وهذا النوع من الاقتصاد موجود في مصر وبدرجة أقل في لبنان، وغياب سياسات التنمية الثقافية وعدم ادماج الثقافة في خطط التنمية، فالثقافة لا تمثل الأولوية ولا تحظى بالإهتمام المفترض على المستوى الرسمي في العالم العربي ولو كانت وزارات الثقافة في العالم العربي لا تعتني إلاّ بتنمية القراءة في مجتمعاتها لكانت هذه من أعظم المنجزات، لأنّ المجتمع الذي لا يقرأ لايتطور ولا يكتشف ذاته ولايمتلك إرادة التقدم او ينظر الى المستقبل بأمل وطموح.
يبحث الكتاب أيضاً في كيفية صنع مجتمع قارئ من خلال جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام والدولة، والقراءة الحرة لدى الشباب، والعلاج بالقراءة في الادب العربي، والمكتبة المنزلية من خلال كلمات أهل البيت، والصحيفة المنزلية، والعبث بالكتب وتمزيقها من بعض مرتادي المكتبات.
ترد في الكتاب جملة نقاط كفيلة بمساعدة الإنسان في أن يكون قارئاً نهماً:
(وعي أهمية القراءة فـ "الناس أعداء ماجهلوا"، وإزالة النفور من القراءة بتخصيص الوقت الملائم لها والتدرج في ممارستها، والقراءة الموجهة لتحقيق طموحات الإنسان ـ فمن يرغب في كسب أصدقاء سيقرأ كتب مبادئ العلاقات الإنسانية، ومن يرغب بتربية أبنائه سيقرأ كتباً متخصصة بالتربية وهكذاـ وانتقاء الكتب المناسب من خلال المكتبات ومعارض الكتب، وعرض الكتب بشكل لافت للنظر في البيت، ومحاورة العلماء والمثقفين، وتحرير صحيفة منزلية يكتب فيها المرء مع باقي أفراد أسرته، وتحبيب القراءة والكتاب الى النفس، والتقليل من جلسات السمر الطويل مع الأصدقاء والاستعاضة عنها بقراءة كتاب او الاستفادة من هذه الجلسات في القراءة بصورة جماعية).
يؤكد الكتاب أن المكتبة هي طب النفوس، ويجب أن يلجأ اليها المريض المتعلم بمشورة الطبيب او العالم، لكي يقرأ الكتب التي يمكن أن يكون فيها الشفاء والعلاج لأمراضنا النفسية والاجتماعية والسياسية.
هذا الكتاب بطبعته الثالثة صدر سنة 2014، القطيف.
***
أسماء محمد مصطفى