قضايا
محمد سعد: لماذا نضع شروطاً للصداقة والحب والشجاعة ولا نضع شروطاً للإحترام؟!
الاحترام هدية كباقة زهور كن حريصاً وأنت تصارع في هذا الزمن الوحوش، كي لا تصبح واحداً منهم.،يقول الفيلسوف الألماني" فرويد نيتشة "
وليظل المرء متمسكاً بفضائله الأربع : فضيلة الشجاعة، والتبصّر، والتعاطف، وفضيلة الوحدة. وذلك لأن الوحدة فضيلة عندنا، كنزوعٍ مقدسٍ..،،
هل هناك الزام قسري يلزمنا باحترام الجميع بصرف النظر عن كل شيء...؟ في ظل سماء مفتوحة من شبكات التواصل الاجتماعي وحرية التعبير والثرترة علي مقاهي الفيسبوك ..،،!!يري بعض الفلاسفة ان
الاحترام كالهدية والحب والشجاعة والجمال والكرم، يجب أن يعطى لمن يستحق، لأن وضع الاحترام في غير موضعه، كمن يضع باقة ورد على رقبة خنزير، لا هو مدرك قيمة الورد، ولا هو على علم به. كما ان مساواة الجميع في الاحترام هو ظلم للإنسان المحترم وافراغ الاحترام من معناه ونثره على الجميع كمن ينثر زهوراً في أمكنة نتنة أو يوزع هدايا على ضحايا وجلادين...،
كان العرب القدماء ينصحون بعدم "مؤانسة الذليل" لأن ملاطفة الذليل، واحترامه، يفقده توازنه ويجعله ينتقم من عاره، كما يفقد توازنه من ثروة هبطت عليه في غير توقع من ارث أو ثروة حصل عليها بطريقه ما او غير شرعية ، واحترام الذليل يقوده الى مبدأ التعويض عن ذل معتوق واسقاط عاهاته على الآخرين تهرباً من المسؤولية وهو سلوك دفاعي لا شعوري، اي التجاوز والتطاول ومتعة الانتقام من اجل اثبات ذات ممزقة ومكانة غير موجودة في بحث عن دور له داخل المجتع.
بالترشح تارة،أو بفرض نفسة في المجتمع المدني والجمعيات الأهلية تارة . ويرتدي ثوب اخر يهرب من عقدة نفسية اجتماعية مثل عقدة فرويد "أوديب" . لأنه يعرف لا شيء فيه يستحق الإحترام.. في العلاقات الاجتماعية كما في صفحات التواصل الاجتماعي الفارق كبير بين حرية التعبير وحرية العهر الاجتماعي، وليس باسم الديمقراطية نسمح للحمقى بالثرثرة لأن الأحمق لديه ما يقوله عن كل شيء ولا شيء ويفسر اللامفسر في حين الحكيم قلق ومتريث.
لماذا نضع شروطاً للصداقة والحب والفن والشجاعة والكرم، مثلاً ولا نضع شروطاً للإحترام..؟! ممارسة الاحترام نوع من العدالة ومن الجمال الذاتي، لكن شرط أن يكون في المكان الصحيح،
يقول الكاتب الانجليزي شكسبير: هناك مخلوقات مجرد التعرف عليها أو حتى مصافحتها يعد خطيئة...!!أحياناً تلتقي مصادفة.
بشخص في منعطف طريق، أو عبور شارع، أو محطة قطارات، أو مكان عام، لا تعرفه من قبل، لكنه يترك في أعماقك عطراً نادراً، كما لو ان هذا المرور العابر قد غير مصيرك في لحظات أكثر من كل الكتب والتجارب الشخصية ..،.
لكن، على الضد من ذلك، قد تتعرف على شخص، يجعلك لألف سبب تشعر أنك وضعت قدمك في مكان نجس، وان رائحة عفن تتسرب الى خلاياك، هناك صنف سلطوي النزعة في العلاقات الفردية بالمعنى الواسع للسلطة يبني علاقات على القطيع والزبائنية ولا يترك لنا خياراً إما النفاق وإما عبيد أو زبائن رحلة عابرة كما نلاحظة من زبائن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ ..، إنّ السلطوي، مهما خادع، ينتهي به الأمر مخدوعاً، من ضحايا يبهرهم الطغيان .. يجتذبون شرّ الأقوياء .. يخترعون جلّاديهم .. لماذا لا ينبهر الناس بالمثقفين ؟" السبب أنهم لا يملكون أدوات النفاق الاجتماعي والسلطة ..!!إن
الاحترام يبهر النقي والشجاع والواثق كهدية مباغتة غير متوقعة.قد ترتطم بشخص في الزحام أو الظلام فيوقظ فيك حياة نائمة مشعة كأنك إرتطمت بشجرة مثمرة عطرة، وقد تكون في علاقة مع شخص مشوه وسام يجعلك بحاجة الى ألف أغنية وألف حمام ساخن وألف رحلة حج للتكفير عن هذه الخطيئة والف قطعة موسيقية وسبعة بحار، وألف مصح عقلي، وعشرة آلاف طبيب نفساني، وصيدلية حبوب مهدئة، والف لتر من الخمر في اليوم، لكي تنسى رائحة عفنة علقت بروحك وتستحم من خطيئة ومن نجاسة كأنك سحقت كلباً مسعوراً في الظلام.لحظة عابرة تصنع تاريخاً، لكن، في الكراهية والتشوه، يضيع الانسان والتاريخ.
هناك علاقات ملهمة أنتجت أدباً وعلماً وفلسفةً وحياةً سعيدة مفرطة في الجمال، وهناك علاقات أطفأت حياةً.. وذلك الكثير في هذا العصر يفضل الوحدة فضيلة عندنا، كنزوعٍ مقدسٍ للنقاوة يجعلنا نحدس كيف أن احتكاك الإنسان بالإنسان داخل المجتمع يؤدي حتماً إلى "التدنّس".
...فكل جماعة تجعل المرء بطريقةٍ ما وفي وضعٍ ما وفي وقتٍ ما : خَسيساً....!!
***
بقلم: محمد سعد عبد اللطيف- مصر