نصوص أدبية
ليث الصندوق: في انتظار كودو
مرّتِ الأعوامُ تترى
بعضها يأكل بعضاً مثلَ نار تستعرْ
وأنا فوق جراح الشفقِ النازفِ
ما زلتُ على عهديَ
ألّا أسلِمَ النولَ لغيري
وسأبقى أنتظرْ
حتى وإن ذابت نجومُ الليل في صحنيَ
أبقى أنتظر
**
مرّتِ الأعوامُ
والأشجارُ ألقتْ حملها
كي تبدأ الإنجابَ والإرضاعَ في الفصل الجديد
ثمّ عاد الميتونَ
مرّةً أخرى إلى المشهد من دون شروط
مودِعينَ الحقدَ والثاراتِ
في عُهدةِ ديدان الحُفَرْ
وأنا ما زلتُ أصغي لصدىً في داخلي
يُمسكُني بالشفق النازفِ
لكن لستُ أدري
من تُرى في وسط النيران وحدي أنتظر؟
فصديقُ العمر كودو لم يعد
وأخوهُ الأصغرُ الآخرُ
واراهُ مع الأمواتِ جرّارُ الحروب
والذي صاحبَ في الأنفاقِ كودو
لم يعد مذ جرفتهُ موجةُ السيل
وما زال كثيرون هنا
ينتظرون السيلَ يوماً ينحسرْ
**
ربما نحن خُدعنا
فالذي قصّ فصدّقناهُ كذّابٌ أشِرْ
وأنا
والعالمُ الغافلُ مثلي
كلنا نُدركُ أنّا قد خُدعنا
بيد أنّا كتماثيلَ من الأحجار
ما زلنا جميعاً ننتظرْ
لستُ أدري مَن تُرانا ننتظر؟
لم يدر يوماً بخَلدي
كيفَ أني قد تحمّلتُ ثقالَ الصبر أعواماً؟
وما زلتُ صبوراً
وعلى سندان أحزانيَ عمري ينكسرْ
***
شعر / ليث الصندوق






