نصوص أدبية
أسامة محمد صالح: متى تأتيْ؟

متى تأتيْ أيا موتيْ لِنمْضيْ
عليكَ غدوْتُ للآمالِ أَبْني
*
على هذي التي أحْيا كثيرًا
بنَيْتُ ولم أزلْ للوَهْمِ أَجْني
*
فلا المالُ الذي أَلْقَتْهُ أغْنَىْ
ولا ذاكَ الغِنى ما كنْتُ أَعْني
*
ولا الشأنُ الذي علّيتُ يُعلي
ولا الشأْنُ الذي أَعْلَتْهُ شَأْني
*
ولا السّلمُ الذي تُمليهِ سِلمي
ولا الأمنُ الذي تُعطيهِ أَمْني
*
ولا الشّعرُ الذي قالتْهُ شِعري
ولا اللّحنُ الذي غنّتْهُ لَحْني
*
وآهِ لو ِاكْتَفَتْ مِنّي بعُمرٍ
غدوتُ بهِ لدَيْها محْضُ رَهْنِ
*
فكَمْ مِنْ مَنِّ ربّي مِنهُ حظّي
كدَيْنٍ لا يُجازُ بغيرِ مَنِّ
*
أبيتُ اللّيلَ ألعنُها لعُمرٍ
جديرٍ مثلُها عدلًا بلَعْني
*
فلولا ما بهِ من خفّةٍ ما
جرى جريَ الهوا في إثْرِ ظَنِّ
*
وأقضيْ اليومَ أُكْسِبُها لِيَمْضيْ
بما تُلْقيهِ من خُبزٍ وسَمْنِ
*
وأَحْمَدُهُ على ما قلَّ منها
فلولا اللهُ ما رقّتْ لبَطْنِ
*
وأعلمُ لوْ لها كرَّسْتُ حمْدي
لزادَ بعينِها قدْري ووَزْني
*
ولكنّي علىْ ما كانَ منّي
أُحَمِّدُ من سأَلْقىْ بعدَ دَفْنِ
*
فيا مَوتي لمِا قدْ ظلَّ مِنها
بأنفاسيْ ونَفْسيْ لا تدَعْني
*
أقِمْ في خاطِري وارقُبْ بعيْنيْ
وزلْزِلْ مُهجتي واسْهرْ بجَفْني
*
ولا تترُكْ لها أرضًا بروحي
وذُدْ عمّا ظفرتَ به و عَنِّي
*
فأنفقَ في الأخيرةِ ما تبقّى
وأبرأَ مِنْ هوىً سُمِّيْ بوَهْنِ
*
وقد أحْسَنْتُ بالرّحمنِ ظنّيْ
فكُنْ بابيْ إلى جنّاتِ عَدْنِ
***
أسامة محمد صالح زامل