نصوص أدبية
سعد غلام: أرائِك الياسمين
لَنْ أُبارِحَ نَحْرَكِ…
فَرَشْتُ فَرْعَ المَسافَةْ.
أَيْنَ أَنْتِ؟ أَيْنَ أَنْتِ؟
أُريدُكِ… أُريدُكِ
بِحُرْقَةٍ،
وَذُبولِ قَرَنْفُلَةٍ
قَبْلَ سُقوطِ الغَسَقِ.
2
لَنْ أَبُوحَ،
وَحائِطُ السِّرِّ
صَمْتٌ… فَزَعٌ… يَبْعُدُ عَنِّي.
جِذْعُ النَّخْلَةِ الصَّلْعاءْ
شَغَفٌ يَعْلُو… وَشَبَقْ.
3
أَنْحَتُ نَرْجِسَةَ الشَّوْقِ
فَوْقَ جَبينِ صَباحِكِ،
وَفَراشَةُ كُحْلٍ تُضيءُ
بِلَهَبِ أَنْفاسِكِ الحارَّهْ.
4
قُبْلَةُ قِطارٍ عابِرَهْ
في زَمَنٍ يَجْري بِلا وَقْتٍ،
أَفْتَحُ نافِذَةَ اللَّيْلِ،
وَصَدْري مَكشوفُ الأَسْرارْ،
مُتَأَبِّطًا نَسَماتِ البَرِّ،
رِيحَ الشَّلَبِ،
وَرِيحَ الهُورْ.
5
أَقْتَبِسُ الآنَ رَنَّةَ شَوْقٍ،
وَالمَرْدِيُّ يَزِلُّ عَلى لَوْني،
تَتَوَكَّأُ روحي وَهْنًا،
وَأَدْفَعُ ظِلَّكِ مِنْ صَمْتي.
6
جَوْقَةُ قَمَرٍ تُرَتِّلُني،
وَتَدَحْرَجُ أَوْعِيَةُ الضَّوْءِ
فَوْقَ سَماءِ ظُهورٍ تَغْفو.
أُوَثِّقُ مَسْقَطَ مَطَرٍ
بِتَنَفُّسِ قَدّاحٍ يَعْلُو.
7
أَغْسِلُ ساقَكِ مِنْ وَهَنٍ،
وَأُنَشِّفُها بِشُعاعِ النَّجْمِ.
أَيْنَ أَنْتِ؟ أَيْنَ أَنْتِ؟
أُريدُكِ… أُريدُكِ.
8
بِنَبْضِ سَريرٍ يَجْرِي،
وَبِوَشْمِ عَبيرٍ يَتَضَوَّعُ،
وَبِنَمَشٍ يَرْتَفِعُ اللَّوْنُ
فَوْقَ ثَغْرِ السَّافانا.
9
أَيْنَ أَنْتِ؟
وَحضْني خاوٍ
يَجْمَعُ شَهْقَةَ فَقْدٍ جَرِيحًا.
أُريدُكِ… أُريدُكِ.
*
الكودا
أَسْكُنُ صَوْتًا مِنْ نَبْضِكِ
يَجْري في دَمِ هَوايَ الأَوَّلِ.
فَإِذا غِبْتِ تَفَتَّتَ لَوْني،
وَإِذا جِئْتِ عادَ النَّبْضُ.
فَالحُبُّ يَؤُمُّ خُطايَ إِلَيْكِ،
وَيُقيمُ صَلاةً
في جَسَدي
***
د. سعد محمد مهدي غلام






