نصوص أدبية

مجيدة محمدي: لأننا أبناء الحياة

زفرة من رحمِ العدم، هي ...

صوت في الريحِ يُخبرُنا أنّ الحُلمَ مرهونٌ بالسيرِ فوقَ الجُرح.

ونحن، كطيرٍ بلا عشّ، نبحثُ عن مأوى في سرابِ الأيام...

*

في كلِّ صباحٍ، نلبسُ درعَنا غيرَ المرئيّ،

نخوضُ معاركَ دونَ سيوفٍ أو قرع طبول.

معركةُ البقاءِ ضدّ ظلالِ الخوف،

ومعركةُ الحبّ ضدّ أسوارِ الصمت.

نحنُ الجيوشُ الوحيدةُ في ساحاتٍ يكتنفها الغموض،

حيث لا أعداءَ واضحين، ولا حلفاءَ مخلصين.

*

تُخبرُنا أنّها لا تهدي مجدًا دونَ ألم،

فنُقاتلُ الريحَ بأيدٍ عاريةٍ،

ونصنعُ من العتمةِ أفقًا...

لا نبكي الخطوات المسلوبة، كثيرا .

لأنها عبدت لنا جسر العبورِ.

*

في الطرقاتِ شواهدَ منسيّة،

حجارةً تُنادي بأسرارِ من مرُّوا قبلَنا،

وأشجارًا تعانقُ السماءَ تقولُ:

"اصعدوا، وإن كان السقوطُ محتومًا."

*

نغفو على أجنحة الأسئلةِ،

ونستيقظُ على وسادة الإحباط،

في عمقِ القلبِ شعلةٌ لا تنطفئ.

حُلمُ، جنديُّ أخيرُ ،

يُحاربُ من أجلِ بقائنا أحياء ...

*

في نهايةِ كلِّ معركةٍ،

نتأمّلُ جُثثَ أحلامِنا وندفنُها في ركنٍ خفيّ،

نعلمُ أنّها ستنهضُ في صورةٍ أخرى.

هكذا هي الحياة،

دوائرُ تتشابكُ، وموجاتٌ لا تهدأ،

تحملُنا حينًا، وتُسقطُنا أحيانًا،

لكنّنا، رغمَ كلِّ شيءٍ،

نظلُّ نحيا لنفهمَ المعنى ...

***

مجيدة محمدي - تونس

 

في نصوص اليوم