نصوص أدبية
أريج محمد: وثيقة حزن...
ماذا تعني لك الحرب
الحرب تعني أن تقف في نقطة ما
بين النوم والصحو
أن يبقى صوت آلتها يملأ أيامك بالنشاز
الحرب أن تتعلم الفرار
أن تقدس فكرة الموت على الحياة
أن تدرك أنك لست بناج
طالما أن هنالك موت يومي
موت مجاني
وجوع كافر
أسر وحصار وحرائق
أوبئة وظلام
الحرب خوف
خوف من كل التفاصيل
التي يمكنها أن تشرح إنك على قيد الحياة
وسؤال أبله
يقف على قارعة الذعر
هل أنا حي
الحرب جحيم الدنيا
يتمثل في عبرات
ونظرات مذعورة
وجسد منهك
الحرب وثيقة لاجئ
طابور عند مخيم
أسرى في عنق أجندات منسية
وقبور مفتوحة
وجثث جثث يا للهول
ومشاف لا تعمل
ومدارس في ذمة أجراس صدئة
ومدن نسيت كيف يكون هطول الضوء
وجرحى جرحى
ودمامل في القلب
ووجع في الروح
وحكومات لا تتهجى وجع الإنسان
ومشورات وإدانات
سفريات ومطارات
وسجاد أحمر يشبه جدا وجه النيل هناك الآن
الحرب خارطة للعجز
تأخذك وترميك على وقع هواها الأرعن
لا تملك إلا أن تذعن يا مسكين
فمع أول طلقة
صوتك أصبح في عداد المفقودين
وضاع البيت
وكل الرفقة
بصرك شاخ فأين طريق الرجعى
الشارع شائك
المشهد شائه
وزواريب الساسة ضيقة نزقة
إذا ما التفتت نحوك
وواسعة واسعة جدًا
كمضمار لسباق التصريحات
وعقد الصفقات
الحرب إني هنا
أتلفت في حيرة
وأحاول أن أكتب نصًا
نصًا يشبه شرخًا ممتدًا
أو
يشبه أرملة وطفلة يتيمة
لا لا
بل يشبه صرخة إنسان عالق
تعلو تعلو
وما من سامع
الحرب أن تصبح كالأوطان
لا تموت
تبقى واقفة
ولكنها تنزف أولادها
وتتعلم ألا تموت دفعة واحدة
***
أريج محمد احمد
27/10/2025






