نصوص أدبية
طارق الحلفي: سردية اللغة التعبيرية

في غابة الكلمات، أتسلل كصياد ماهر، أترصد فرائس المعاني بين أشجار الحروف..
لست نحاتاً للأفكار، لكن إزميل الخيال يراودني، فأنحت من صخر اللغة تماثيل الإبداع..
*
يتراقص أمامي سراب الأفكار، كواحة في صحراء البياض.
أمد يدي لألتقط قطرات الإلهام، فتتحول بين أصابعي إلى لآلئ تضيء عتمة الصفحات..
لست ساحراً، لكن عصا القلم في يدي تحول الأوراق الجافة إلى حدائق غناء..
أهمس للكلمات، فتستيقظ من سباتها، تتمطى وتتثاءب، ثم تنطلق راكضة في مضمار السطور..
*
يغازلني طيف المجاز، فأرتدي عباءة الاستعارة وأرقص مع ظلال المعاني..
أغوص في بحر الدلالات، أصطاد درر التشبيهات وأنظمها في عقد بلاغي بديع..
*
تهب عليّ رياح الوحي، فأنشر أشرعة الخيال وأبحر في محيط الغبطة..
تتلاطم أمواج الأفكار حول سفينة عقلي، وأنا أقف على سطحها متحدياً عواصف الإبداع..
*
لست نجاراً، لكني أصنع من خشب الحروف أثاثاً للروح.
أنحت من جذوع الكلمات أعمدة تحمل سقف القصيدة، وأنقش على أبوابها نقوشاً من جمال الخيال..
*
في ليالي الإبداع، أشعل شموع التأمل، فتضيء زوايا الفكر المظلمة..
أرى في ضوئها الخافت أشباح الكلمات تتراقص على جدران الخيال، فألتقطها وأسجنها في قفص السطور..
*
هكذا أنا، أتسلل بين دهاليز اللغة، أفك طلاسم المعاني، وأعيد صياغة الوجود فخاخًا من وميض الصواعق..
واجني للحب بتلات من اشتعال الهواجس..
*
لست سوى عاشق للكلمة، يسعى دوماً لاكتشاف أسرارها، وفك شفرة جمالها الأبدي، طمعًا في تخضيب لحظات القارئ بندى ضوء معتق الافاق مغسول الاهداب، كصبا عشتار وانوثة انانا..
**
طارق الحلفي