نصوص أدبية

كريم شنشل: الغربةُ تمرينُ ما قبلَ القبرِ

كلُّ لحظةٍ تلسعُني الريحُ

تحتارُ الاتِّجاهات بأيِّ اتجاهٍ تمضي

رغم البرودةِ لكنَّها تذكِّرُني

أن الرياحَ هناك دافئةٌ

والشمسُ هناك تحرقُ

كلُّ لحظةٍ يبصقُ التاجرُ في وجْهي

بخبرٍ أو تصريحٍ أو تشريعٍ أو أمرٍ

كلُّ لحظةٍ تموتُ بانتظارِ الكفن

وأكفانك الأيام لا طعمَ لها

ماذا أخذتَ؟

وماذا ستأخذُ؟

وماذا أزهرتْ الريحُ لكَ؟

وهل أزهرتْ الريحُ يا رفيقي!!

دُلَّني على الورودِ التي تركتْها العاصفةُ

على الجدرانِ التي هدمَها الصمتُ

على القصبِ والبردى

الذي ذبلَ في الروحِ وتراكمَ

تراكمَ شواهدَ لقبورِ الأيام

وشواهدُ هي روحي.

شواهدُ هي الأيام في روحي.

2

نصحني الطبيبُ والصديقُ

قالا:

لا تسهرْ

لا تشربْ

لا تسمعِ الأخبارَ

نمْ مبكرًا

وانتظرْ

ستتحسنُ صحتُك

وتقلُّ الآلام

وتكونُ جاهزًا للتضحية

وكتبَ بعدَها قائمةً بالأدوية

ستتلفُ الكبدَ، لكنَّها تخففُ الآلام

أرجوكَ الالتزام بها

إن لم تمتْ بالسيفِ متْ بها

3

تبكي

تبكي

تبكي أنتَ والريحُ

ومدى الريح ِالأرض والسماء

ومداك احمرار العينين والخدين

ما أضيق الأيام على رموشِنا

وما أضيق شوارعَ هذا العالم على أرواحِنا.

***

كريم شنشل

في نصوص اليوم