نصوص أدبية

كمال انمار: خطواتُ الشتاء

الوقت ليلٌ، يتبخر من حولي الوجود

أتلمّسني. واتفقد المصير هنيهة

أغادر الغرفة الظلماء: واحاور الزمن الغاضب.

وأتفحص كيف يبدو النجم والسماء

انها سماويةٌ صافية

والبردُ يقرص الجلدَ الناعم والغليظ

*

أتمشّى وحدي أسمع صوت خطواتي

لا شيءَ سوى الذاكرة، آلامها المرةُ

جموحها ولغتها الهزيلةُ

كيف تعاد كل هذه العبارات مرةً أخرى في الذاكرة المحطمة تارةً

والخائرة في قواها تارة أخرى

*

أتفحص السماء مرة أخرى

لا، ليستْ سماويةً

هي الآن لحن يترجمه الخيال

هي لوحةٌ هي سلاحٌ وعَمى

هي ليستْ سماويةً الآن

*

اتمشّى وحدي، ليس سوى البردُ

الطير تحتضنه جناحيه

الفراشات في الشجر المبللِ غافيةٌ

وأطلال الحب على حالها،

هي الأطلال على حالها

حولها الذبولُ حولها الموتُ والغياب

*

أتوجّس وحدي في الطرقات

وفي أنفاسي، البردُ

أتابع الخطوات

.يا ولهي وحزني كيف بتُّ لا أسمعُ إلاّ الخطوات وهي تئنُ معي

وأنا أئن معها كلانا يوقظ الآخر والليلُ يوقظنا أن كدنا ننامْ

*

يا ايها الزمن القديم، الباهتُ

هل تسمع، تلك الخطوات، الوحدةُ وهذا البرد فينا...

أيهذا الزمن القريب، ربما البعيد

هل تسمع كيف يرجف العاشق حين يُخذلْ

حين يُترك بابه مكسورا

حين ينام وحيدا في العراء

في الجو المشحون بالمطر الغزير

ايها الحب اتسمع هذا النداء

هذا التمزّق والتوجّع في مهدِ الشتاء؟

***

كمال انمار

 

في نصوص اليوم