نصوص أدبية
حسين محمد خاطر: فريضة العبور

اطمئني، يا نجمةً فارهةً بحمرةِ الشفق،
ما عاد الهدهدُ بأحاديثِ الرسل
ليُخضّب يدَ القدرِ بحناءِ أوزاركِ
وانشقي عن مزاجِ العشيرة
وأنتِ تؤدين صلاة العودةِ بتأويلِ الخاتمة
*
مرحى!
اشتعلتِ الظلاماتُ في نهاراتِ الأزهار،
وللمؤجل من شرابكِ
ترنّحت الكؤوسُ سهوًا،
وإن أفرطتْ،
ستعبرُ البيولوجيا،
وإن توقفتْ،
ستعدو النجومُ فرادى وهي تحمل
أوزارَها بنكهةِ الكون
*
مرحى!
سرق الغصنُ ما تبقى من البحر،
والزورقُ هناك، في أسى الكناري،
يَتهنى بالشبق
فعلامَ تُخضّبين الأيدي بتأويلِ الخاتمة؟
كي توغلي في الضياعِ بثمنٍ بخس،
أم لتفوحِي بالتراجيديا انتظارًا للوحي؟
*
أعذريني، يا السابحةَ في شبابيكِ البلاغة،
البنفسجُ في شفاهكِ
شاطئٌ تاه منه نهرُه،
وثلوجُ قلبكِ
بحرٌ وأفقٌ للنوارسِ المغتسلةِ بالشعر.
المطاراتُ ما زالتْ
تمارسُ آثارَ الثمالةِ بتروٍّ،
فهل ستسمحين لعصافيري بالهبوطِ عندكِ؟
*
بوسعنا الآن
أن نمزق القميصَ الزيتونيَّ للحزن،
ونحظى بعُريه وهو يتأوه،
ونُمارس بالمُكحلِ من اللحظات... سَفرَنا،
ونحن نُهلل بالصافراتِ
للساقطين عشقًا،
وإن صاح الإمامُ "يا للهول... يا للهول!"
*
وبوسعِ المحظوظين
استساغةُ اللحظةِ،
سيقولون: إنها خمرٌ مُجترَح،
وربما صلصالٌ احترق في يدِ الرب
ثانيةً وسنةً ضوئية
ومن لم تُؤاتهِ الفرصة
سيقول: كويكبٌ عنابيٌ
أفرطَ في الشرب!
*
اهديني هذه المجراتِ الساهبة،
بمقدورِ النارِ التشيعُ
في الكؤوسِ المُترنحة،
وأنا مسافرٌ في كُحلكِ الأسود... للمؤجَّل،
أتأملُ الفائتَ مُزدانًا بعُرسِ النجوم،
أتأملُ انشطارَ النارِ
احتفالًا بالمَولدِ الشبقي
أقسم إنها التفاتةٌ أخيرة،
ومن بعدها، إنِ التفتُ
سأقطعُ رقبتي!
***
حسين محمد خاطر - كاتب روائي وشاعر من السودان