نصوص أدبية
سعد غلام: مِرْآةٌ فِي الرِّيحِ

(تأمُّلاتُ الكائِنِ فِي ضَوْءِ العَدَمِ)
لَمْ أَكُنْ أَسْكُنُ الرِّيحَ،
لَكِنَّ خُطَايَ تُقَيِّدُها حَصَاةٌ لَمْ تُولَدْ
هَلْ أُقِيمُ فِي مَدًى أَخْفَاهُ ظِلٌّ،
أَمْ أُسَافِرُ في هَواءٍ؟
كَيْفَ يَلْمَسُ جَسَدٌ: مَا لَا يُرَى؟
وَكَيْفَ أَعْرِفُني إِذَا نَامَ وَجْهِي في يَدِ الْمَاءِ؟
II
هُنَاكَ عِنْدَ غُصونٍ تُجيدُ النِّسْيانَ،
جَلَسَ الزَّمَنُ عَلَى كُرْسيٍّ مِنْ غُبارٍ
وجْهُهُ يَبْكي، وَلَكِنَّهُ يُشْبِهُني
في هُدْنةِ الوَجْعِ وتَمْرينِ الرُّؤْيا
أُقَنِّعُ نَفْسي أَنَّ الحَجرَ يُقْنِعُ الزَّهْرَةَ أَنْ تَكُونَ حُلْمًا،
وَأَنَّ الْأَثيرَ يَتَسلَّلُ مِنْ شَقِّ الكَلِماتِ
III
أَيَّتُهَا السَّمَاءُ، مَاذَا تُرِيدينَ؟
كَيْفَ تَتْرُكينَ جَسَدي يَنْهارُ فِي نَعْنَعِ الرِّيحِ؟
أَنَا خُطُوطٌ مَمْحُوَّةٌ فِي أَسَافِلِ الْخَرَائِطِ،
أُجَرِّبُ الْأَجْنِحَةَ، ولَا أَصِلُ
IV
هَلْ أَنَا الْأَوَّلُ، أَمْ صَدًى لِمَا لَا يَبْدَأُ؟
كَيْفَ يُقَبِّلُ الْمَوْتُ العِطْرَ في شَعْرِ الْأَصَابِعِ؟
كَيْفَ تَلْبَسُ نَبْتَةُ البُنِّ جَسَدًا يَفُورُ بِالخَفَقَانِ
ولَا تَبْلُغُ البُرْعُمَ؟
كودا: مِرْآةُ الغِيَابِ
أَبْحَثُ عَنْ وَجْهِكِ فِي وَقْتٍ لَا يُجِيدُ السُّؤَالَ،
أُغَنِّي لِأَسْرِقَ نَبْضَ اللُّغَةِ،
أَتَوَغَّلُ في أَرْضٍ لَا تَتَنَفَّسُ.
في خَريفِ المَاءِ تَنْبُتُ عَيْنَايَ كَسَرَابٍ،
وكُلَّمَا اقْتَرَبْتُ، سَقَطْتُ كَنَجْمَةٍ في طِفْلِ الغَيابِ،
وأَسْتَيْقِظُ فِي مِرْآةٍ تَتَشَقَّقُ فِي الرِّيحِ،
لِأَرَى وجْهِي يَخْرُجُ مِنِّي كَضَوْءٍ يَبْكي على نَفْسِهِ
تَوْقيع
كُلُّ مِرْآةٍ تَكْسِرُني تُريني نِصْفَ نَجْمَةٍ يَحْتَرِقُ فِيّ
***
سعد محمد مهدي غلام