نصوص أدبية

قصي الشيخ عسكر: الحبل

آخر الأمر وصل صاحب الحظ السئ إلي. شاب في الخامسة والعشرين من عمره متَهم بجريمة قتل وسطو، لا تهمني التفاصيل والأسباب، فخلال حياتي الطويلة والتي لا أخمن كم تطول بعد أن يفارقني هذا المكان المعتم، فقد تعوّدت على ضوء المصباح، ينار وقتما يشاؤون. إنّه يقابلني قرب الباب. تحتي هوّة وفوقي سقف أحيانا تتخذه بعض العناكب والحشرات ملجأ، لا نافذة في الجدار، سوى بوابة حديدية تطلّ على غرفتي تفتح طول اليوم ثامّ بوابة غرفتي ذات القضبان لحادة المطلية بدهان أصفر ذات رؤوس سوداء.

لا أحد يدخل عليّ سوى صاحبي القديم الذي تعودت رؤية وجهه منذ أكثر من ثلاثين سنة. خلال تلك الفترة الطويلة عبر إليّ من البوابة ذات القضبان عشرات بل المئات من ذوي الحظوظ السّوداء.

كان آخر شخص، عاجزا عن النطق

ساهما

لا أعرف ذنبه

وليس بالضرورة أن أتذكّر اسمه

لقد مرّ بي كثيرون..

لا أذكر أسماءهم

غير أنّ آخر من يقدم يعيدني إلى ذكرى أول من جاؤوا به إليّ كان رجلا قي الخمسين مفتول الشارب، يلوح الغضب على وجهه.

سأله الضابط:

- ماذا تحب أن تشرب

فصاح هائجا كالثور الجريح:

- أخرس أيها الصعلوك.

وسأله رجل الدين:

ردد معي الشهادة:

فصرخ مهتاجا:

اخرس. إخرس لست بحاجة لك.

ازددت عجبا. أوّل حي ميت يقف على بعد خطوات مني يسلط، غير خائف، لسانه على المحيطين به. صمت الجميع وبقي بلعن ويسب. يشتم الدولة والحكومة والناس أجمعين.

لم أقرف منه..

واجه الموت بشجاعة متناهية

طلب أن يبقى وجهه مكشوفا فرفض صاحبي...

الأوامر كما يدعي في قرارة نفسه.

أحترمه، ولا أغضب من الآخرين الذين يتشاءمون منا. لست إلّا أدناة من أدوات القانون. لا أضيق بنفسي ذرعا ولا أضيق به.

أطبقت على سئ الحظ بكل قوة- شأني كل مرّة- احتضنته مثلما تحتضن أم صغيرها.. تململ لحظات سكنت حركة رجليه.. فأرخاني صاحبي ليسقط.

كان جميع الذين بعده ينهارون

قاتلون محترفون

هناك من اغتال وزيرا أو رئيسا

نساء قتلن أزواجهن

بعضهم قابلني بصمت

من ردد الشهادة فسمعت همسه

أو صلب أمام القسّ

من طلب جرعة ماء

ومن أعرض

 صامتون

أو ياكون

أحدهم انهار أمامي قبل أن يراقي إليّ...

هوى من بين يدي الشرطيين إلى الأرض أمامي، بقي صاحبي ينتظر، أما الشرطيّ عن اليمين فمال يحركه ي.. كان قد مات..

تحشب من الخوف قبل أن ألمسه

نادى الشرطي الآخر على الضابط الكبير

سيدي مات قبل أن يرتقي

فقال الكبير ذو النجمات الفضية اللامعة وسط الضباب الشاحب:

هي الأوامر، مادام القضاء أصدر حكما بالشنق، فلا بدّ أن يرتقي ويلتفّ الحبل على عنقه.

اشنقوه ميتا

كان هناك بعض التململ يجتاحني

أنا لا أتعامل مع الأموات

أريد أحياءً يرتقون إليّ

وصاحبي الممتلئ غيظا، ذو الشارب الكث والبطن الواسعة لا يبدي أي امتعاض، هي شغلته التي يأكل منها خبزا، سمعته يتحدّث عن نفسه لزميله الشرطي صاحب السجل الذي يدوّن الأسماء وساعات الموت. في المدخل المواجه لغرفتي أوّل يوم التقيته، فعرفت أنّه كان مخيّرا بين وظيفة صحبتي والبطالة. البلد يمرّ بأزمة خانقة، فأيّ موقع يمكن أن يحتلّه شاب لم يكمل الصفّ التاسع.. ؟

- لا بأس.. إنّه حظّك قد تشعر بالغثيان المرّة الأولى والثانية ثمّ تعتاد الأمر.

قال ذلك شرطي المكتب، ورأيته ينهض، ثمّ يعود بقدحي شاي، فيسأله صاحبي:

كم مرة في الشهر أرخي العتلة؟

هذا حال لايمكن أن تتوقعه، يمكن أن يجلبوا لك أكثر من محكوم في يوم واحد وربما تظلّ أسبوعا تنتظر، العلم عند علّام الغيوب.

وحدث ماتوقعه عسكري السّجل، شعر بالغثيان بعد أن نفّذ حكما بأوّل صاحب حظ سئ.. ذهب إلى البيت مهموما...

دوار...

غثيان

يسمع وشوشة وصفيرا...

الدنيا تلوح أمامه صفراء باردة مثل وجه ميت سقط إلى الأرض مختنقا

وجوه الناس باهتة لا حياة فيها

واجهات المحلّات

السيارت

الصفرة تغطّي الأرض

في البيت منظره الغريب لفت انتباه زوجته. كان يعود -قبل أن ينفّذ المهمّة- مبتسما، يروي النكات، ذلك اليوم دعى الإرهاق والتعب.. قالت له لاتبال اليوم الأول صعب، ولن تبقى في السجن طويلا، بمرور الأيام تنتقل إلى المرور.. أو مكاتب التحقيق، أخفى السرّ وجعلها تعيش وهما كبيرا، لا يريد أن يعرف أحد أنه رفيق الحبل، بعض الدول تحكم بالمقصلة.. ملك فرنسا قطعوا رأسه.. الحبل أهون.. ولعل الحظ يبتسم له فيصبح ذات يوم في قسم المرور أو مركز قريب من بيته.

الحالة النادرة..

وأمين سجل زمن زمن الموتى يهوّن عليه... كلنا نموت ويأكلنا التراب، مصيرنا للدود، احمد الله على أنك حصلت على هذه الوظيفة، كثير من دول العالم ألغت عقوبة الإعدام.. وإلّا أين سنكون مثل القطط والكلاب السّائبة.... أنا نفسي تساءلت أين أكون أنا لو لم أكن في هذا الموقع.. مجرد حبل ينشر عليه الغسيل على كلّ نشر الغسيل لا يقلل من درجتي سأظلّ في علو أو تنزل درجتي حين يلفونني على الأكياس والرزم، ويربطون بي الحيوانات، ويقودون بي الكلاب، وكم فرحت يوم سمعت من صاحبي وأمين سجل الموتى في مدخل القبو أنّ دولة كبرى ألغت المقصلة.. بدت علامات الرضا على صاحبي ورفيقه.. قطع الرؤوس.. وقال أمين السجل وهو بشفط بعضا من كأسه:

لم يبق إلّا الحبل والسيف

فردّ عليه صاحبي:

. غدا لا يبقى إلّا الحبل سوف يلغون عقوبة ضرب الرقاب بالسيف

فقهقه الآخر وقال:

من هو صاحب الحظ الحسن الذي يصدر عليه حكم باليوم وغدا تلغى العقوبة.

فقال صاحبي متهكما:

ومن هو صاحب الحظ السئ الذي يعدم اليوم وفي غد تلغى العقوبة؟

على الرغم من النقاش الذي يسدّ الفراغ، سأظلّ أنا في مكاني، مع أنّ جدي كان يعمل في الخارج. دخل في سباق مع مقصلة المجرمين والملوك حينما كانت تعمل في أوج نشاطها. يروي عن نفسه أن الناس احتضنته ولفته على عنق رئيس الوزراء فسحلته في الشارع. كان يعمل في مكان واسع، أبي تحمّل المسؤلية نفسها في مكان ضيق معتم مثلي التف على رقبة رئيسٍ، ووزراءٍ، ومجرمين، لكن صاحبي المسؤول عن دفع سيئ الحظ إليّ يتساءل ما ذا لو ألغيت العقوبة بالمرّة؟ كيف يتمتع القاتل بالحياة بعد أن حرم آخرين منها، هل يصبح العالم في فوضي؟.

أبدا

يسأل الله ألا يعيش إلى ذلك اليوم..

غير أنّ اليوم الموعود ظلّ حلما أو كابوسا.. تحقق أخيرا بشكل آخر... كان آخر من خكم عليه بالإعدام شاب نحيف في العشرين من عمره.. لا أعرف جريمته ولا يهمني ماذا فعل..

آخر ماوقعت عليه عينا صاحبي

وآخر من لففت نفسي عبيه

قبل أن يصعد إليّ ويُزاح الكرسيّ من تخت رجليه

تعالى صراخه يهزّ الصمت...

بلل نفسه..

وانهار يستغيث

هبط إلى الأرض

فرفعوه

وهكذا

 انتهى صاحبي

وانتهيت

2

بعد الحادثة المشهورة

اختفى صاحبي بضعة أيّام..

خلت أنّه مرض أو أثرت فيه الحادثة الأخيرة ثمّ اكتشفت أنّي على وهم كبير..

ذات صباح فتح علي البوابة وتحسس المكان..

ليست الساعة ساعة إعدام.. دائما يجلبون القتلة والسّفاحين قبل الفجر..

تحسسني

وخرج

ثم خطى إلى الممر خلف البوابة الثانية لم بغلق البوابتين، وعلى الرّغم من العتمة إلا أنّي رأيت ملامحه القاسية منداة ببعض الغم.. جلس على الكرسي مقابل أمين سجل الموتى وهو ينفث نفسا عميقا

-لا تحزن كلنا ننتهي مثلما يريدون أنا أصغر منك بسنة وخدمت قبلك بستة أشهر أظنّ أنّ الدور يقدم عليّ بعد بضعة أشهر.

-تخيل كيف يمرّ الوقت عليك من دون عمل تجلس في البيت أم المقهى أم أين تذهب!

 فقال الآخر كأنّه يرى في صاحبي نهايته الموعودة:

-ألم تفعل شيئا كي يؤجلوا أمرك.

فأطرق لحظة وقال:

-خلال اليومين الماضيين اللذين غبت فيهما طرقت باب أكثر من مسؤول. منذ أن استلمت كتاب نهاية الخدمة المشؤوم.. وأنا ألفّ وأدور ولا من مجيب!

خطرت في بالي صور عديدة..

فهمت الوضع جيدا

سيأتي شخص جديد لا أعرفه..

مازلت أحتفظ بقوّتي.. قد أكون انحدرا من أضعف سلالة فأبناء عمومتي جاؤوا من مخلفات صناعية، وبعضهم انحدروا من معادن أمّا أنا فقد جئت من الألياف والخيوط سلالتي أقلّ مقاموة للعث، والدولة تصرّ أن تستخدمني ولا ترغب بقريب لي.. يرون أنّ الموت منذ القلب حدث بحبال من ليف.. والدولة محافظة لا ترغب في التغيير.. يزعجني أيضا أن يتغيّر صاحبي الذي عاشرته فترة طويلة، كنّا ثلاثة.. المقصلة وأنا والسيف.. وبقيت أنا والسيف.. لا أحب تقطيع الأجساد.. وسيذهب من يرفعني وينزلي إلى الأبد وربما يلغى السيف ذات يوم فأعود أتحكّم بالموت وحدي، ولا أجد أحدا أنسجم معه مثل شخص يغادر اليوم أو غدا.

أيّ شخص جديد يرافقني؟

كيف تكون ملامحه؟

صوته

شاربه

بدين.. ؟

وحين حلّت ساعة الفراق، دخل صاحبي الغرفة وجرد كل شئ، الملابس الحمراء.. الحبل الآخر الذي يحلّ مكاني، ونادى على أمين السجل فهرع إليه على عجل:

-هذا ما في عهدتي، هل تسمح لي بشئ؟

-أنا في خدمتك!

-سآخذ الحبل معي.

-هذا سهل سأكتب أنّ الدودة والعث شرعا فيه..

هو يظلّ معي للذكرى.

غمرني شعور بفرح جارف.

الزهو

الخيلاء

هي المرة الأولى التي أخرج فيها من غرفتي وأبتعد إلى الأبد. مثلما كان عليه حال جدي الذي سحلوا به مسؤولا كبيرا في الشارع ذات يوم. إنّه صاحبي الذي سينقلني معه إلى مكان أوسع وأكبر.

وكنت أغادر المكان ملفوفا بكيس من الكتان.

شعرت بيده ترفعني بحنو ونعومة من الكيس، ويضعني في زاوية من باحة الدار.

كان صامتا لا يكلم أحدا. هجر الحديث مع ابنائه، وترك عشرة الناس.

قالت له زوجته:

- عليك أن تفرح. ستجلس معنا طويلا. سنراك كل يوم. آن الوقت أن تستريح.

طوال عمله -كما عرفته- لا تفارق البسمة شفتيه، وعندما ينتهي من حالة إعدام يتنفس بارتياح ويضاحك أمين سجل الموتى الذي يصغره بعشرة أعوام. يرى كل من يجيء إليّ قاتلا أو مذنبا تتنازعه روح شيطانيه.. وحش يهدم الدولة ويشيع الفوضى. حالما ينفض يديه يكون قد أدّى دوره، وأطاع القانون. بيده أمان الناس وراحتهم، ولولا وجودي معه _ أنا آلته_ لشاعت الفوضى وعمّ الخراب. ويبدو أنّ سلوكه في البيت لا يختلف عنه في السجن..

مرح

ضحك

نشوة طرب

مع ذلك لايجرؤ أن يفصح عن مهنته، الجميع يعرفون أنّه شرطي بعمل في الدولة يطارد المجرمين والمهربين وعصابات الجريمة.

قال لها وهو يشير إليّ من بعيد:

- حبل الغسيل أصبح قديما.. سأغيره بآخر من الآن سأنشر الملابس بنفسي. لن أجلس من دون أيّ عمل في البيت.

- كما تحبّ

تقريبا،

بعدها دخل بصمت عميق.

كان يذهب إلى المقهى صامتا. يجلس وحده...

يحتسي كأسه

لا يسلم على أحد. يظنه الجميع أصيب بالخرس.. كأنّه لا يعترف بعمره وبالشيخوخة التي لا تستثني أحدا...

بضع دقائق ثمّ يغادر المقهى إلى الشارع يتطلع في الوجوه وهو مبحر في صمته.

عندها

أبقى على سطح المنزل وحدي...

الملابس تتأرجح تحتي

ولا أحد يجرؤ على لمسي أو الاقتراب منّي.

هكذا كانت أوامره.

أمّا أنا فقد اختلف الأمر معي كثيرا.. أصبحت بين جدارين.. وضعي الأفقي يجعلني في تراخ.. وهناك الأشياء الخفيفة تلتصق بي مثلما تلتصق الحشرات بجسد الحيوان.

كنت في وضع عمودي، يجعلني أكثر راحة.

أيام الغرفة المعتمة لففت نفسي على أجساد ثقيلة، ترتفع إلي تبقى لحظات تركل ثمّ ينزلني صاحبي معها.. ويرفعني مرة أخرى..

في الهواء الطلق والنور

عرفت أنّي لا أباشر عملا مارسه جدّي قبل عقود

هناك أشياء خفيفة تلتصق بي.. تلتف حولي مع الرياح تتأرجح حتّى يأتي صاحبي يرفعها.

أبقى لا أتحرك..

مكاني ثابت تحت الشمس

هي وظيفة أخرى فب الهواء الطلق.

ربمّا أستسيغها ذات يوم.

وحين يعود الى البيت من جولإته المعتادة في المدينة، لا يرتاح إلا إذا قام بنشر الملابس على الحبل.. يرتقي الدرج بهمة، وفي لحطات يكون على السطح..

قطعة قطعة ينشرها.... يثبّتها بالمشابك ثمّ يسحب كرسيّا قديما. يجلس عليه ويروح يتطلع فيها بنشوة غريبة وهي تتأرجح في الهواء.

هكذا دخل في الصمت

وقد خرج ذات يوم في جولته المعتادة، المقهى.. الشارع.. التطلّع في المياني ووجوه الناس مثل أيّ غريب كانت هناك قطع متناثرة من الغيوم لم تثر شكوكه..

لا أقول فجأة

إنّه أمر مقدّر أن تتجمع الغيوم المتناثرة، وتدبّ البرودة

لا يهمّ الوقت..

ربيع

خريف

شتاء..

ليس من المعقول أن أظلّ طوال عمري تحت أشعة الشمس والصيف الاهب..

هكذا

من دون إنذار هبّت زوبعة، وهطل مطر

رزاذ

تحوّل إلى انهمار ثقيل..

برودة تسري في عروقي

لحظتها

أيقنت أن الرطوبة تسربت إليّ ونبؤة أمين السجل عن العثّ تلاحقني..

جسدي كلّه يقطر

أظنّه كان في الشارع يتطلع في الوجوه، وعندما وصل السطح وقف عند البوابة يلهث والمطر يقطر من جبينه. تمتم بكلمات ما، وأمعن النظر بي.. حدّق طويلا..

حكّ رأسه

ثمّ

تقدّم نحوي

خلع طرفي من الحائط المجاور للجيران ولفني على يده بعدها خلعني من حائط الملتصق بباب السطح، هبط الدرجات، ودخل غرفته.

كان مازال معرضا عن الكلام.

اعترضته، قائلة:

هل تتناول طعامك الآن أم ترقد. (بهدوء أكثر) أنت مبلل.. ستصحو الشمس وتنشر الغسيل !

للمرة الأولى أسمعه ينطق:

لا توقظيني.. دعيني أرتاح..

شلّتها المصادفة، فأطلقت زغرودة خافتة، وصاحت وهي تطير من الفرح:

ها أنت تقدر على الكلام من جديد!

دخل الغرفة، أحكم أغلاق الباب. جلب كرسيا من أمام خزانة الملابس، وضعه تحت مروحة السقف.

صعد

أخذ أخذ يربطني بحديدة السقف ثمّ لفني بهدوء على رقبته..

بكلّ جرأة معهودة عنه.. دفع الكرسي يرجليه، كما لو أنّه يعامل قاتلا محترفا ساقوه إليه..

خلال ثوانٍ

تأرجح، وركل برجليه

هذه المرة كنت ثابتا في مكاني تحت السقف. أنتظر

رجلا ما

امرأة ما

تأتي لتجعله يهبط منّي.

رحت أنتظر

وأنتظر

لا أخاف يعد نبؤة العث فقد أدّيتُ آخر مهمة لي.

***

قصي الشيخ عسكر

16-20\9\2025

 

في نصوص اليوم