نصوص أدبية

ليث الصندوق: إستقالة

أليوم سأستقيل من العمل لدى الحُزن

لم أعدْ أقنعُ بمنصبٍ

لا يُناسب ما يدسّهُ تحت جلدي من الأنقاض

عملتُ لديه مديراً لمبيعات الألم

ومأموراً لضرائب النوم الهانيء

أجبيها من أسِرّة المشفى التي لا تُصدر صريراً

وبالرغم مما لعقته جراؤه من دمي

تركني محبوساً داخل فمي

حتى أوشكتْ أن تذوبَ بمقلاته

آخرُ ما أخفيته تحت لساني من الإبتسامات

**

لقد طفح الكيل

لن أعمل لدى من يغسل جوربه بدموع عامليه

يتركهم يستغيثون داخل فقاعاته

ليُفجّرها

مستمتعاً برؤيتهم يتلاشون في بخار استغاثاتهم

سأكتبُ استقالتي بحروف قابلةٍ للنمو

لعلها تُنبتُ جدراناً

تصدّ الراكضين وراء ظلالهم

سأعلقها على قفا من ينامون تحتَ الماء

ليحلموا بأنّ لهم زعانف وخياشيم

لقد تعبتُ كثيراً

وربما يقصم ظهري

ثقلُ قرصٍ واحد من الأسبرين

**

سأقدّم استقالتي للحزن

ثمّ أتقدم بطلب عمل لدى السعادة

لكنّ ما يُخيفني

أن أهدرَ سنواتِ عمرٍ أخرى أطير بجناحيها

ثمّ أكتشف أنهما جناحا بعوضة

عندئذ سأقضي ما تبقى لي من العمر

سجيناً في سجن بلا أبواب

فعدا عن بابَيّ الحزن والسعادة

ليس للحياة من باب ثالث

***

شعر / ليث الصندوق

في نصوص اليوم