نصوص أدبية
مجيدة محمدي: خارج الصندوق

لا تستهويني العناوين العريضة،
ولا الجمل المصقولة بطلاء لامع،
ولا الأجوبة المغلقة كعلب السردين،
*
لا تستهويني الكلمات التي تقف في طوابير الانتظار بأرقام معدنية،
ولا الحكايات التي تُباع في عبوات جاهزة، مع تعليمات الاستخدام المرفقة.
*
لا تستهويني الوجوه المختومة بختم القبول،
ولا العيون التي تشبه واجهات العرض،
ولا الضحكات المعلّبة بتاريخ انتهاء الصلاحية.
*
لا تستهويني المدن التي تخنقني بلطافتها الصناعية،
والشوارع التي تعيد نفسها كأشرطة التسجيل،
ولا الأزمنة التي تدور في دوائر مفرغة،
كساعة فقدت عقلها.
*
بل تستهويني الفوضى التي تنبت بين بلاط الأرصفة،
والحكايات المشردة التي لا تجد من يرويها،
والأحلام التي لا تخضع لمقص الرقيب،
تستهويني العيون التي تنسى نفسها مفتوحة،
والشفاه التي تخطئ في نطق المجاملة،
والقلوب التي ترفض أن تخفق بإيقاع التعليمات.
*
تستهويني الأبواب التي لم تُطرق بعد،
والرسائل التي لم تُفتح،
والأغاني التي لم تجد بعد من يفهمها،
*
تستهويني الأيدي التي لا تسارع إلى العنف،
لكنها تشعل أصابعها للحلم.
*
تستهويني الأشياء التي لا تحمل "باركودًا"،
ولا تدخل في حسابات السوق،
*
تستهويني الحرية،
بكل تجاعيدها، بكل عيوبها،
بكل فوضاها الجميلة....
***
مجيدة محمدي