نصوص أدبية
عطا يوسف منصور: على قدرٍ

على قدَرٍ مِن الدنيا امتياحي
بمنزلةِ المريضِ مِن الصِحاحِ
*
وحظي في تعثره وحالي
دقيقًا صار يُنثَرُ في الرياحِ*
*
أرى الايامَ تُنزلُ مِن كريمٍ
على جورٍ وتبخلُ بالمُتاحِ
*
أراها مِن بني اللخناء تسخو
وتُقبِل بالعطاءِ وبانفتاحِ
*
وتستعصي على الساعين قُدْمًا
الى سُبلِ المكارمِ والفلاحِ
*
وترفعُ رايةَ الارذالِ كيدًا
بأهل الفضلِ أو أهلِ الصَلاحِ
*
فصبرًا إنْ شقيتَ بها وصبرًا
عليها وهي تَعبثُ بالجِراح
*
فذا زمَنُ التفاخرِ والتباهي
بمولودِ الرذيلةِ والسِفاحِ
*
كذا الايامُ تفعلُ وهي تبقى
صراعًا في الحياةِ بكُلِّ ساحِ
*
فأهلاً بالغَبوق مع المِلاحِ
وقرعًا بالكؤوس الى الصباح
*
وأهلاً بالرذيلة أين حلّتْ
وهدمًا للمكارم بالسلاحِ
*
لأنّ زماننا زمَنٌ سخيٌّ
مع الاوغادِ في ضربِ القِداح**
*
فهم جعلوا الفضائلَ موبقاتٍ
بميزان التطوّرِ والنجاحِ
*
لقد قالوا الكثيرَ وقد تُخِمنا
مِن الاقوالِ والخُطبِ الفصاحِ
*
أ يَخفى أمرهمُ ولقد تجَلّى
كلامُ الليلِ يُمْحى في الصباحِ***
*
وكلُّ فعالهم دلّتْ عليهمْ
وسهمُ عُلوّهِمْ طولُ انبطاحِ
*
فإنْ نالوا فما نالوا لِعِزٍّ
وهذا العارُ في كلِّ النواحي
*
كفى صمتًا على آثام قومٍ
أذلّونا وناموا بارتياحِ
*
هُمُ كالكلبِ يأكلُ فضلَ زادٍ
ويُسرعُ للنطيحةِ لا النطاحِ
*
فما نالَ العُلى قومٌ ركودٌ
ولا عثروا بأسبابِ الفلاحِ
*
وأنّ المجدَ لا يوهبْ لقومٍ
ولا طيرٌ يطيرُ بلا جَناحِ
***
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
العراق / الكوت - شتاء 1965
......................
* ضرب القداح: هو نوع مِن المراهنات يكون برمي السِهام، حرّمهُ الإسلام
**إشارة الى بيت شِعرٍ للشاعر إيليا ابي ماضي
*** إشارة الى بيتِ شعرٍ للشاعرِ أبي نؤانس