نصوص أدبية

عدنان البلداوي: صدى الرفيف

صَدى الرفيفِ، له مَـعـنىً تُـفسِّــرُه

في الأفـق أجنحةٌ، أضواؤها القمـرُ

*

يُخَلَّدُ الوصفُ، في أجواءَ يحرُسُها

صِــدْقٌ ونُـبْـلٌ، وإيمــانٌ بــه عِـبَـرُ

*

إذا النـوايا، نَقـاءُ الحَرفِ صِيغَـتُها

وماؤها الطُهْرُ، يزهو وَجهُه الثمَرُ

*

عينُ الضَميرِ، هُدوءٌ في وِسادَتِها

إنْ كان للحَـقِ صـوتٌ فيه يَـنتَـصِـرُ

*

الطِّـيبُ في عِطْـرِهِ أنفـاسُ خاطِـرَةٍ

قد اسْتَـقَتْ مِن نقاءٍ، نَـبْـعُه عَطِـرُ

*

المـجـدُ ليـس كلامـاً بيـن أحْـرُفِــهِ

تِلاوةٌ، عَـزْفُهـا التفـخيـمُ والكِـبَـرُ

*

سَرِيرَةُ المرءِ، لا تخفى على أحَدٍ

إنَّ التـجـارِبَ مِـفـتــاحٌ ومُـخْـتَـبــرُ

*

حُـبُّ الـظـهـور بـأثْــوابٍ وأُبَّـهَــةٍ

إذا تَـلَـعْـثَـمَ بـان الـنـقصُ والهـذَرُ

*

تـاجٌ بلا سَبَـبٍ، وَهْـمٌ وغطرَسةٌ

ومُقْلَةُ العين تخطو ما خطا الخَبَرُ

*

إنّ الـظـنـونَ إذا غابَـت دلائِـلُـهـا

فـكـــلُّ ظـنٍ بلا فَـهْــمٍ بــه خَــوَرُ

*

الحِـلْـمُ إنْ رافـقَ الأخْـلاقَ مرتبـةً

كالتِبْرِ في مَوْضعٍ، أهلٌ له، نَضِرُ

*

شَتّـانَ بين انْسيابِ اللفظِ في ألَقٍ

وبيـن لفـظٍ بِـرُوْحٍ فيــهِ تَـحتَـضِـرُ

*

(ما كلُّ ما يَـتَـمنى المرءُ يـدركُهُ)

المجَدُ يُـدْرَكُ، إنْ جَـدَّتْ بـه الفِكَـرُ

*

فقـوّمِ النفـسَ بالأخـلاقِ، يأنَـسُـها

عَفيفُ نَفسٍ، ويَهْوى جوَّها النَظَرُ

*

(لا تحـمـدَنَّ امـرءً حتى تُـجَرِبَهُ)

وعـكـسُ ذلك إيـهــامٌ بـــه ضَــرَرُ

*

تغريدةُ الطيرِ فوق الغُـصْـنِ قافيـةٌ

كالعـزفِ يلـزمُـهُ الإنشـادُ والوَتَــرُ

*

في حـكمـةِ القـولِ تنـويـرٌ وتوعيةٌ

وفي التَبَـصُّـرِ أُنـسٌ ضوؤهُ البَصَـرُ

*

(يا مـن يعـزُ علينـا أنْ نفـارِقَـهُـم)

في ذِكرِكُم سلوةٌ، في شعركم سَهَرُ

*

طِـبُ الجُـســومِ دواءٌ فـي تنـوّعِــهِ

ولِلـنُـفـوسِ قـوافٍ طِبُـهـا السَـمَــرُ

*

(ما بيـن غفلةِ عينٍ وانتبـاهَتِـها)

ذكـرى الأحِـبَـةِ تجسيـدٌ لـه صُــورُ

*

جُنْحُ الظلامِ، قوافي الودِّ تُشْرِقُهُ

والضوءُ أقْسَمَ صَوْبَ الحُبِّ يَنْتَشِرُ

*

تبقى السواعِدُ رمزاً في تماسُكِها

مادام للعِــزِّ صَــرحٌ، تاجُــهُ دُرَرُ

*

صُورُ التحدي إذا كانت مُشَوَّشةً

فحكمةُ الصْمتِ في التأويلِ تسْتَتِرُ

*

مُذ قالوا : للشيبِ في نُزْرِ العطاءِ يَدٌ

هبَّ القريـضُ وصـاحَ القلبُ : أقـتَـدِرُ

*

(أنامُ ملءَ جـفوني عــن شوارِدهــا)

مَــنْ قالها، بــه تبقى الدنيا تَـفـتَخِـرُ

***

( من البسيط )

***

د. عدنان عبد النبي البلداوي

 

في نصوص اليوم