نصوص أدبية
فيصل الهاشمي: فَاتِنَةُ المُحَيَّا

بِـفَـاتِـنَـتِي يَــشِـعُّ الـعُـمْـرُ ضَــيَّـا
وَيُـشْرِقُ فِـي خَـفُوقِ القَلْبِ حَيَّا
*
بِـهَـا هَـتَـفَ الـفُـؤَادُ بِـلَحْنِ وُجْـدٍ
فَــكَـانَ لِـمَـسْمَعِي نَـبْـضًا شَـجِـيَّا
*
سَـقَـتْ قَـلْـبِي حَـنِينًا ذَاتَ وَجْـدٍ
فَـــأَرْوَتْ لَـهْـفَتِي وَالـشَّـوْقَ رَيَّــا
*
سَــرَى فِـيـنَا الــوُدَادُ فَـصَارَ نَـبْعًا
تَـدَفَّـقَ فِــي دَمِــي عِـشْـقًا نَـقِـيَّا
*
فَـتُـهْدِينِي مِــنَ الأَنْـفَـاسِ عـطرا
يَــفُـوحُ الـطِّـيْبُ مِـنْـهَا سَـرْمَـدِيَّا
*
أُدَاوِي هَــمَّــهَـا بِــالـحُـبِّ لُــطْـفًـا
فَــأَجْـنِـي وُدَّهَــــا رُطَــبًـا جَـنِـيَّـا
*
أَفِــيـضُ لَــهَـا حَـنَـانًا وَاشْـتِـيَاقًا
وَأَنْــسُـجُ عِـشْـقَـهَا شِــعْـرًا نَـدِيًّـا
*
تَـمُـدُّ الـحُسْنَ فِـي عَـيْنَيَّ سِـحْرًا
فَـيَـسْكُنُنِي الـهَـوَى عِـشْقًا طَـرِيَّا
*
أُحِــبُّ وَهَـلْ يُـلَامُ الـقَلْبُ فِـيهَا؟
شَـبِـيـهُ الـــرُّوحِ فَـاتِـنَـةُ الـمُـحَيَّا
*
إِذَا حَـضَرَتْ تَـرَى فِي اللَّيْلِ نُورًا
كَــأَنَّ الـصُّـبْحَ قَـدْ أَضْـحَى جَـلِيًّا
*
وَإِنْ هَـمَسَتْ تَـسَرْبَلَ فِي فُؤَادِي
ضِــيَـاءٌ يَـحْـمِـلُ الْـوَجْـدَ الـنَّـدِيَّا
*
وَإِنْ غَـابَتْ تَـغِيبُ الـشَّمْسُ عَنِّي
وَتَـسْـكُـنُ عَـتْـمَـةُ الأَقْـــدَارِ فِـيَّـا
*
تُـبَـعْـثِـرُنِي فَـتُـشْـعِـلُنِي حَـنِـيـنًـا
أَذُوبُ بِـــهَــا وَأَجْــمَـعُـهَـا إِلَـــيَّــا
*
فَـأَحْـمِـلُهَا عَــلَـى الأَهْــدَابِ وَرْدًا
لِأَطْـــوِي سَــطْـوَةَ الأَيَّـــامِ طَـيَّـا
*
وَأَرْسُـمُـهَا خَـيَـالًا فِــي ضُـلُوعِي
يُــسَـامِـرُنِـي وَيَـلْـقَـانِـي حَــفِـيَّـا
*
أَضُـمُّ هَـوَايَ فِـي صَـدْرِي وَأَبْنِي
لَـــهَــا وَكَــنًــا وَأُسْـكِـنَـهَـا عَــلِـيَّـا
*
وَكَـمْ خَـبَّأْتُ وَجْـدِي عَـنْ عُـيُونٍ
لِأَحْــفَــظَ عَــهْـدَنَـا سِــــرًّا نَـقِـيَّـا
*
فَـهَلْ يَـكْفِي الـهَوَى لِـحَيَاةِ قَـلْبٍ
إِذَا مَــا الـلَّـيْلُ سَــارَ بِــهِ قَـصِيَّا؟
*
وَهَلْ يُجْدِي حَنِينُكِ فِي ارْتِوَائِي
إِذَا مَــا الـبُـعْدُ أَوْجَـعَـنِي خَـفِـيَّا؟
*
إِذَا مَـا الـصَّمْتُ بَـاحَ بِـكُلِّ نَـبْضٍ
تَـعَـالَـيْ، فَـالْـمُنَى أَضْـحَـى لَـدَيَّـا
***
الشَّاعِر فَيْصَلُ النَّائِبْ الهَاشِمِي