نصوص أدبية

عادل الحنظل: النَخلَةُ والنَهر

قصائر (12)

لم أبكِ قطّ على المَوتىٰ

لكنّ عنادَ عينيَّ امَّحىٰ

علىٰ مَيّتٍ.. لا يُدفَنْ

اسمُهُ العِراق

**

2

النَخلَةُ والنَهر

وتَراتيلَ البَلابل

أبقَياني أسيراً

لمّا أقَمتُ طليقاً

في بلادٍ

لا نخلَ فيها..

ولا بلابل

**

3

أنتَ كالخشَبةِ في البَحر

لا ريحَ تُلقيكَ علىٰ الشاطئ

إبحثْ لنفسِكَ عن نَجاة

أو ابدأ كفَرخٍ صَغير

بلا جَناح

**

4

فلتَعترِفْ

أيّامُك كحَبلٍ عَتيق

سيَنقَطِع

إنْ علّقتَ آمالَكَ الكُبرىٰ..

معَك

**

5

أطفأتُ شَمعَتي

لستُ أخدَعُ الليلَ

أرغَبُ أن ألمَسَ الأشياءَ

في الظَلام..

فلا أفقدَ الشُعور

**

6

لستَ اقربَ الى اللهِ .. منّي

كلّ ما في الأمر

لا نسلكُ الطَريقَ ذاتَها..

الى الخاتِمة

**

7

إثنانِ أخشاهُما كثيراً

أنا..

كلّما أعمَلتُ فِكري

وقُدومَ الليل

فأبحَثُ كالمَشلول

عن الرُقاد

**

8

بالأمسِ

عَبَثَتْ بعَقلي حكاياتٌ بالية

عَرَفتُ فيما بَعد

أنّ خَوفي البَليد

صَدّقَها

**

9

مُشاة..

الجَميعُ مُشاة

تلفظُهُم الأمكنة

تتَسارعُ الخُطى

لا يتبقّى سوىٰ آثار

لن يُبالي بها أحد

**

10

تحتَ وطأَة السِنين

تَجفّ المَعاني، تذبَل

وحدَها الدُموع

تعاندُ الزَمَن..

فلا تَخيب

**

11

في رُكودِ البَحر

نظَرَ الى الأفُقِ الأغبَش

لم يَعبأ بما هناك

أسقطَ عامَهُ السَبعين منذُ حين

كصَخرةِ الشاطئ

جلسَ بهدوء

يُبذّرُ الوَقت

**

12

في عالمي

جفّتْ جَميعُ واحاتِ النَشوَة

أبحَثُ عن عالمٍ آخر

لا يبدَأُ فيهِ مثلي

من الصِفر

**

13

اللصُّ في بلَدي..

مُوقّر

تَعلو جبهتَهُ سِمةٌ سَوداء

ليكونَ مايسرقُهُ

من عرَقِ الإيمان

**

14

كطائرٍ غاضَ من تَحتهِ النَهر

أحلّقُ عالياً

أبحثُ عن بُقعةٍ داكِنة

لا يُحيطُها سَراب

لأنحَدِر

**

15

يسخُرُ القدَرُ منّي .. ومنكِ

ولمّا لم يجَد ما يقتُلُ الشَوق

جّعلَ الصَمتَ..

وسيلَتي إليكِ

**

16

صَخرةُ الشاطئ

تلكَ التي آوَتنا نرقبُ استِحمامَ الشَمس

لا تعرف إنّا افترقنا

جعلتُ منها مزاراً..

لأدمُعي

***

عادل الحنظل

في نصوص اليوم