نصوص أدبية
ريما كلزلي: عشقٌ سماويّ

كأنك وُلدتَ بحكمة الريح وأسرار الماء،
كأنك سراجٌ يضيء ليل الحيرة،
تُسند الغيمَ على كتف السماء، فيهطل معنى.
*
تُعلّم النجومَ أن ترتّل أسماءها،
وتصوغ للعشق وطناً في الأرضِ.
تدندن لحن الرًوح الأول،
وتفتح بابًا آخر للكون،
بابًا تشعّ منه فصوص الحكمة،
وتتدلّى كقلادةٍ من ياقوتٍ أزلي.
*
كيف حال الكلمة في حلق العدم؟
تسألُ سؤالًا يتمخض عن ولادة الكون،
وتزرع في الصمت نبوءةً.
*
تمدّ يديكَ عاليًا،
فتصير السماء هلال عيد
والأرضُ شعائر ذبحٍ عظيم.
*
يا ترجمان أشواقي
من أين أتيتَ بكل هذا العطر؟
كيف جمعتَ بين مسك الشرق
وأريج الغرب،
وحملتَ حضاراتٍ كاملةً في قلبك؟
*
غزيرٌ ضياؤك
كعالمٍ يتَسعُ لأحفاد نوح قبل الطوفان
كصحراء تعرف كيف ترشدُ التائهين،
كخرزٍ أزرق يحمل خزانةَ الأساطير.
*
تكتب وأنت تشدّ الغيب إلى عينيك،
تُطرّز الكلمات على جناح طائر،
ليُحلّق بها إلى أرواحٍ لم تُخلق بعد.
وتغيب، كريحٍ صامتة،
تترك أثرَكَ في الرمل،
وفي قلبي وحدة الوجود.
*
سبحان من علّمك أسرار المعاني
يا من تأتي كالنور
وتذهب كالغيم،
تضيء الليل باليقين،
وتروي العطش بحروفٍ من زمزم.
أنتَ كنزٌ مخبوءٌ في خرائط الروح،
ومئذنةٌ عاليةٌ تهدي كل من ضلّ السبيل.
*
عميقٌ أنت
كصوتِ نايٍ يسحرُ خصر المساء،
رقيقٌ كوشاحٍ من حريرِ الشرق،
أبديّ كوشمٍ سومري على يدِ العشق.
كأنّك جسيم الكمّ ترقب أقدارَ العابرين،
كأنّك خيلٌ مزينةٌ بذهبِ الصحراء،
وجبلٌ يحملُ سرَّ الكلمة،
أوجناحٌ يرفرفُ به عاشق الطيران
بين الأرض والسماء.
*
يا من رأيت الحبَّ سفينةً
تعبرُ من بحر الذات إلى شطآن الوجود،
والقمر قرطاً يتدلى على أذن الليل،
والمطر صوتاً يهمسُ في قلب الأرض.
أنتَ زمردٌ في يدِ الصوفيّ،
ومسكٌ في معابد العشق،
ومئذنةٌ تُنادي كلّ من ضلّ الطريق.
أنت الخريطة،
وأنت الطريق،
وأنت الغريب الذي وجدت جنته في كل شيء.
***
ريما آل كلزلي