نصوص أدبية

نزار فاروق: في أزقَّةِ "إدِنْبَرَه" الشّماليّة

في أزقَّةِ "إدِنْبَرَه"،

تتسلَّلُ الذِّكرياتُ على وَقْعِ خُطىً تائهة،

وأنغامِ مزمارِ قِرْبةٍ إسكتلنديّة،

تنبعثُ من زُقاقِ "جوليس كْلوس."

تتيهُ الخواطرُ في متاهاتِ زمنٍ قاسٍ،

وتناقضاتِ "جيكل وهايد"،

رغمَ دقَّةِ ساعةِ برج "البَلْمُورال."

*

أرصفةُ "الرُّوَيْلْ مايل" المتينةُ،

لم تُنْهِكْها وَقَعَاتُ أقدامِ المُشرَّدين،

ولا تلكَ الطاولةُ المعروضةُ عليها

مطويَّاتُ الحُرِّيَّةِ لفلسطين.

*

في الأعالي، تُحلِّقُ قلعةُ "إدِنْبَرَه"،

تُراقبُ بمهابة تَلَّةَ "آرثر سيت"،

وهَضْبَةَ "كالتون"،

تحرس بصمت ميناء "لِيث" القديم.

*

وفي الطَّرَفِ الغربيّ،

تَنطلقُ قطاراتُ مَحطَّةِ "هاي ماركت"

كذِكرياتٍ عابرة،

تلوّحُ من النّوافذ،

ثم تذوبُ في الضّباب الدّاكن.

*

في مَقهى "الكَبشِ الأسود"،

أصابعُ تُلاعِبُ حافَّةَ كوبِ قهوةٍ هجينة،

تحاول اصطياد خواطرَ جنوبيّةٍ

في أزقَّةِ "إدِنْبَرَه" الشّماليّة.

***

نزار فاروق  هِرْمَاسْ

في نصوص اليوم