نصوص أدبية
جواد المدني: صهيلُ المساءِ

عندَ المساءِ،
تَصْهَلُ أَفراسُ الليلِ،
تُغْريني بطَيْفِكِ المُلْتَحِفِ بالأسرارِ،
يَعُدُّ بأَصابِعِ الدَّهْشَةِ أَسْرابَ القَطا،
التي حَطَّتْ بينَ يديكِ.
*
يا أَنتِ،
أَيَّتُها المُسافِرَةُ نحوَ المُسْتَحيلِ،
أَبْحِري مَتَى شِئْتِ،
فَعَواصِفُ الشَّوقِ ما زالَتْ بَعِيدَةً.
تَشَبَّثي بمَوْجَةٍ هارِبَةٍ،
ثُمَّ تَعَلَّقي بأَسْتارِ هَزيمَتي.
*
تَعالي،
نَتَهَجَّأُ كالأَطْفالِ حُروفَ الهِجاءِ،
ونَرْسُمُ ذَوائِبَ للشَّمْسِ
على جَناحِ فَراشَةٍ تائِهَةٍ.
*
يا أَنتِ،
يا عُصْفورَةً أَتْعَبَها النَّدَى،
فَاشْتاقَتْ لِدِفْءِ غَيْمَةٍ وَحيدَةٍ عابِرَةٍ.
سَأَلْتُكِ مِرارًا أَنْ تُحْسِني الجَوابَ،
وأنْ تُلْجِمي دَلالَكِ
الذي أَضْنَى قَوايَ المُتَهالِكَةَ.
*
وحينَ لِقاءٍ…
نَوارِسُ تَصرخ مِنْ حَوْلِنا،
دُونَ أَنْ تُفْصِحَ النِّداءَ،
تَخُطُّ بمَناقِيرِها على كُثْبانِ الرَّمْلِ:
*
“أُحِبُّكَ سَيِّدي…”
“أَعْشَقُ صَمْتَكَ”
“الذي اقْتَرَبَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَقْرَبَ”
“مِنْ سَماواتِ العِشْقِ!”
*
وأنا،
أُحاوِلُ أَنْ أَجْمَعَ بَقايا وَجَعي،
وقَصائِدي…
لأَسيرَ بينَ حُطامِ المَرايا،
على صَهْوَةِ فَرَسٍ جامِحَةٍ
***
جواد المدني