نصوص أدبية

عبد الناصر عليوي: ازدواج المعايير

بَلانا الدَّهْرُ في قَوْمٍ حُثَالَةْ

أَراهُمْ مُدْمِنُونَ عَلَى السَّفالَةْ

*

أَلا كُفُّوا عَنِ التَّهْويشِ حالاً

فَرَكْبُ الحَقِّ ماضٍ لا مَحالَةْ

*

سَيَأْخُذُ بِالنَّواصِي دونَ بُطْءٍ

فَلا خَوَرٌ هُناكَ ولا إطالَةْ

*

وَمَنْ أَفْعالُهُ كانَتْ صِحاحاً

مُحَالٌ أنْ يَخافَ مِنَ العَدالَةْ

*

فَأَخْذُ الحَقِّ لا يَعْني انْتِقامًا

وَلكِنْ لِلْحَياةِ هُوَ الكَفالَةْ

*

كَفاكُمْ تَنْدُبُونَ فُلُولَ جَيْشٍ

عَقيدَتُهُ الجَرائِمُ وَالضَّلالَةْ

*

لَقَدْ خانَ الأَمانَةَ دونَ رَيْبٍ

وَنَحْو الشَّعْبِ ما أَدَّى الرِّسالَةْ

*

لَقَدْ تَرَكَ الثُّغُورَ إِلى الأَعادي

بِقَتْلِ الشَّعْبِ قَدْ أَبْدى بَسالَةْ

*

وَفي هَدْمِ البُيُوتِ غَدا خَبِيرًا

وَجَمْعُ العَفْشِ باتَ لَهُ وَكَالَةْ

*

وَصارَ مُكَلَّفاً يَحْمِي وَضِيعاً

لَهُ رَسَمُوا مِنَ الأَقْداسِ هَالَةْ

*

كأنَّ أُصولَهُ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ

وَقَدْ خافُوا عَلى تِلْكَ السُّلالَةْ

*

فَسَخَّرَهُمْ لِخِدْمَتِهِ عَبيدًا

طَعامُهُمُ الشَّعيرُ أَوِ النُّخَالَةْ

*

بِرَغْمِ فَسادِهِ أَضْحى جَلِيًّا

لَقَدْ هامُوا بِهِ حَتَّى الثُّمالَةْ

*

لأَجْلِ حِذاءِهِ راحُوا فِداءً

وَقَدْ ماتُوا مُقابِلَ بُرْتُقالَةْ

*

وعاثُوا فِي البِلادِ وَدَمَّرُوها

فَكافَأَهُمْ وَأَعْطاهُمْ جَعَالَةْ

*

قلاعُ الظُّلمِ إنْ مَكَثتْ طَويلاً

فَفي يومٍ يَتِمُ لها إِزالَةْ

***

عبد الناصر عليوي العبيدي

في نصوص اليوم