نصوص أدبية
مجيدة محمدي: ما أقبحَ هذا الصمت...

ما أقبحَ هذا الصمتَ،
الأسودَ،
كالقطرانِ المسكوبِ على لسانِ الحقيقة،
هذا الذي،
يغتسلُ بالبياناتِ الرسمية،
ويضعُ ربطةَ عُنقٍ، مصبوغة
في دمِ الأطفال...
*
ما أقبحَهُ،
حين يُقيمُ صلاةَ الحيادِ
في معابدِ العارِ المتأنّقِ
بكلماتٍ مطاطيّةٍ
تغلفُ النفاقَ بورقِ السّلُفان.
*
أيُّها الساترُ لِجُبْنِ العالم،
و الخنجرٌ المسنون في خاصرةِ الحقيقة،
المغرق للمعاني في قعرِ الخذلانِ
باسم الدبلوماسية ...
في غزّة،
يموتُ الهواءُ مختنقاً،
من فرطِ زفرات المجازر،
وتُطْعَنُ الشمسُ،
كلّ صباحٍ
ببلاغِات الأسفِ العميق...
*
في غزّة،
ينام الطفلُ على ظلِّه،
ويردد اسمَهُ على نفسه كي يُقْتَلَ به،
و يكتبُ على الترابِ "أنا حيّ"،
فتمحو الطائرات الكلمةَ
وتذرُّها رمادًا على أرواحِ العابرين.
*
ما أقبحَ هذا الصمت...المتمسح بالعار...
ما أصغرَه أمام جفنِ الشهيد،
فالأم لم تَعُدْ تَعرف
كم عددَ القُبَل المؤجَّلة
على جبينِ العريس العائدِ في الكفن.
*
فيا أيّها الستارُ المُخيفُ
على مسرحِ الجريمة،
متى تتعلّم
أن تكونَ شريفا؟
***
مجيدة محمدي