نصوص أدبية

مصطفى علي: لا تصلبوا زيداً غباءً مرّتين

وَلَمحْتُ من بينِ الجبالِ إماما

لَيَلِدْنَ أرحامُ الجِبالِ كِراما

*

سَقَطتْ على اليمنِ السعيدِ وأهْلِهِ

حِمَماً فَكُنَّ قيامةً وَ قياما

*

فَتَسابقَ الأنصارُ خَلْفَ إمامهم

مُتَزَنّرينَ مع الجهادِ صياما

*

تَرَكوا مَلَذّاتِ الحياةِ وآزَروا

بِدِروبِ غَزّةَ عُزّلاً وَيَتامى

*

هَجَروا أدلّاءَ الغُزاةِ وهاجروا

للأكرمينَ مَودّةً وَغَراما

*

عَرفوا الحياةَ رسالةً وشهادةً

وَكَذا الطريقةَ كوثراً وَمُداما

*

مُتَأزِّراً بِإزارِ زاهِدِ عصرِنا

يرضى كَفافَ مَعيشَةٍ وَلَماما

*

وأرى أعاريبَ الفلاةِ وراءهم

مُتَسوّرينَ مع الغُزاةِ خِياما

*

عرباً تثاقلَ ركْبُها عن نُصرةٍ

فَسَبى الدخيلُ حرائراً وأيامى

*

عَتَبي على زمن الخنا فَمُلوكُهُ

زرعوا الوَنا بشعوبهم فتنامى

*

وَعَجِبتُ كم زُمَرُ الخيانةِ والخَنا

عَبَرتْ بِذاكِرةِ الزَمانِ سُخاما

*

أسفاً سُليْمى لا عُروبَةَ إنّما

عربٌ وَصاروا عالةً ورُكاما

*

عَرَبٌ أطاعوا رومَهم فَمَليكُهم

عبداً يصيرُ أمامَهمْ وَغُلاما

*

وأرى جياعَ الشعبِ راقدةً على

ألَمِ الطِوى كي يُسْكِتوهُ نِياما

*

أيَسُرُّ سُكّانُ الخليجِ إذا رَأوْا

مُدُنَ الجوارِ خرائباً وَحُطاما

*

فَخُذوا الى صنعاءَ ماءَ قريحتي

مَطَراً يعالجُ نارَها وَغَماما

*

وَذَروا مَآقي الروحِ تنثُرُ دمعَها

بِسَماءِ أحبابِ الرسولِ خَزامى

*

فَهَداهِدي حَمَلتْ لنا نَبَأَ التي

قَدَحَتْ أَواراً في دمي وَأُواما

*

سَبَأٌ بِها بَلْقيسُ حاصَرَها العِدى

وَقبائلٌ من قومِها تَتَعامى

*

ياساكناً  يَمَنَ  الجنوبِ ، كتابُنا

وَصَفَ  التثاقلَ في النفيرِ  حَراما

*

يانارُ أعداءِ الطُفولَةِ والصِبا

كوني على يَمَنِ الأُباةِ سَلاما

*

أَوَ نَصْلِبَنْ زيداً ونخذله كما

كُنّا مع الجَدِّ الأصيلِ لِئاما

*

أنَخونُ زيدَ الخيلِ ثانيةً بها

وَنَخطُّ شاهدةَ السعيدِ خِتاما؟

*

زيدٌ يصارعُ كلَّ شُذّاذِ الورى

هو لا يُقاتلُ في العراقِ هِشاما

*

فَتَرَفّعوا عن تُرّهاتِ تُراثِنا

فَزَعيمُنا رغمَ الأسى يَتَسامى

*

بعواطفي صنعاءُ جئتُكِ ناصراً

وأصوغُ أوجاعَ الفُؤادِ (كَلاما)

*

سأصبُّ أدمُعَ مقلتي بقصائدي

فعسى أداوي بالقصيدِ (كِلاما)

***

د. مصطفى علي

 

في نصوص اليوم