نصوص أدبية

زهرة حواشي: رحل الحلاج

في اليوم العالمي للشّعر

مرثية حلّاج البلاد الشاعر علالة الحوّاشي1275 alhawashy

رحل الحلاج

من يرتدي جبّة الله !!

ها قد نزعتّ الجبّة

و ملصتَ عن كفّيك أعنّتك

و تلحّفت الخلود

خبّرني حلاّجَ البلاد

كيف عبَرتَ الرّحلة

هل هدوء وسلاما

ام ضرّك كسرُ القيود

رأيتك حين تدثّرتَ

و الفصل صِبًا بهيّا

كنت تزرع حبّاتِ المعاني

فتزهر قبل ميعاد الورود

و في كفّيك تطعمُ الطّير

تسقيه من المجد العتيد

و رأيت جبّة الله

حثيثة الخطوِ إليك

كانت كساءَ النّور

لتسابيحِ الوجود

*

خبّرني حلاجَ البلاد

لم استعجلت الرّحيل

لو تمهّلت قليلا

نمشي بالدّرب قليلا

فلم نسر إلّا قليلا ...

*

أبِكَ الجبّةُ ضاقت

ام ترى باتتْ هباء ً

أم هو زيْف الرّفاق

و انتكاسات الآماني

بعد نُكثان الوعود

لمَ أودعتَ الرّسائل

في متاهات الصّدى

في كهوف تتلاغى

بأعاصير الجُحود ....

*

ها مآقيّ تجود

اغرقت ماء السّبيل

سأل الصٌحب أحقّا؟

أمزاحٌ أم رحيل !

قلت بل أغسلُ عيني

من قذى رمل دخيل

ههنا بين ضلوعي

صرحُ حلّاجي الجميل

دونه خفقانُ قلبي

إذ  بِنبضِه مستقيل

يمرحُ كالطّفل يرنو

لرُبى شمس الأصيل

يتهادى في ابتسام

يزرع الودّ الأثيل

شامخ الهاامة شمسا

بات يخشاها الأُفول

حالما حلم إلاهٍ

عاشقٍ ليلى البتول

يذرو من طيبِه ريحا

و بَخورا لا يزول

يملأ كأس الشّهيد

برواءٍ سلسبيل

و يطوفُ الليل نجما

ساطعاا شهما أصيل

حاملا زيْن الهدايا

تبهجُ القلب العليل

من قطوف قد سقاها

لجّة العينِ الأسيل

*

أي حبيبي يا ابنَ أمّي

طبْ مقاما ومناما

أوَ تمحو لحظاتٌ

رحلةَ العُمر الطّويل!

***

زهرة حواشي

الإربعا 01 سبتمبر 2021

تعليقات (2)
This comment was minimized by the moderator on the site
قصيد الوفاء تتوجه به الشاعرة إلى أخيها الشاعر والروائي الصديق علالة الحواشي الذي نعتبره صوتا متميزا ضمن الحركة الأدبية التونسية الحديثة بما في نصوصه من تعبير عن القيم الإنسانية وبما يختلج فيها من صدق المعاناة وبوح الذات وشجونها الزاخرة.
قصيد رثاء بنمط تجديدي واضح.
شكرا للشاعرة والأديبة زهرة حواشي
This comment was minimized by the moderator on the site
الصّديق الشّاعر والأديب سوف عبيد
أنرت حروفيَ المتواضعة بمرورك الصّادق ومشاعرك النبيلة تحاهي وتجاه العزيز الذي فارقنا على عجل .
كان كلّما ذكرتك في حضرته يثني عليك ويثمّن صداقتكنا.
شكرا واعتزازا بصداقتك لأخي ولي شخصيا.
دمت عنوانا للوفاء والطّيبة.
أطال الله عمرك في الخير والسّلام.
لا توجد تعليقات على هذه المقالة حالياً.
شارك بتعليقك
Posting as Guest
×
0   Characters
Suggested Locations

في نصوص اليوم