نصوص أدبية

ليث الصندوق: ألحقود

إلى (ج . خ . م)

أنتَ تنسى كم قوّضتَ من السقوف

على أسِرّة من أحبّوكَ

لكنكَ تتذكّر بغضب عضّات أسنانهم اللبنية

على مقابض بوّابتِكَ الحديدية

تبني حولك من أخطائهم أسواراً

فلا ترى من الأفق سوى خرائبَ

تتكدّس فيها النجوم المتعفّنة من مرارة الدموع

وها أنتَ منذ اتّخذتَ الكراهية دليلاً

تركضُ في الهاجرة بحثاً عن ظلّ شجرة

لكنّ الشجرة تهرب مذعورةً

فقد ظنّتكَ تريد افتراسَها

حتى البستانُ الذي تبنّاكَ يتيماً

وألبسكَ من أسمال أبنائهِ الجداجدِ والأعشاب

لملم سواقيهِ في صُرّةٍ

وهربَ دون أن يترك عنواناً

**

كلّ الذين أطفأتَ في عيونهم الشمس

غفروا لكَ

بغسلهم العتمة عن أحداقهم بالحُب

لكنكَ لم تغفر لهم

قرعهم النواقيس على مقربة من قبور أحلامك

لقد ربطتَ رجليكَ بحبلٍ إلى الماضي

فتحوّلَ جسدُكَ إلى سجن

وأضلاعُكَ إلى قضبان

بينما الذين لم تنسَ أخطاءَهم

تحوّلوا خارجَ ميدانِ رمايتِكَ إلى فراشات

**

إلى متى تُجرّرُ من خلفكَ قيود الكراهية

كان عليكَ أن تُمزّقَ أثوابكَ

وتتخذ من المِزق أجنحة

تنأى بها عن مستنقعات السُمّ

لكنك لن تستطيعَ

فالذي تشبّعتْ رئتاه بالعتمة

يُصيبهُ الضوء بالاختناق

***

ليث الصندوق

في نصوص اليوم