نصوص أدبية

جميل حسين الســـاعدي: حلم ورماد

أفقٌ رماديُّ الرؤى كالطيــــــــنِ

انفاســـــهُ حجريّـــةُ التكويــــِنِ

*

لوّنتــه ُ بخواطري فوجــــــــدته ُ

مستعصيــــــا ً حتى على التلويـن ِ

*

كاشفْتـُـــــه ُ سِـــرَّ الجراح ِ بنظرة ٍ

فأجـــابنــــي بتثاؤب ِ التنّيــــــــن ِ

*

فوجدتُـــني والصمْت ُ يذبحُ لوعتي

كالطيـــر ِ يأمــل ُ رحْمة َ السكين ِ

*

وحــدي أجر ُّ خطـايَ دوْن َ موؤنة ٍ

متحـــــديّا ٌ قَـــدَري برُمْحِ يقيني

*

كمـــؤذن ٍ في الريح ِ ينْدُب ُ راية ً

من أمْــس ِ قَـدْ تُـرِكتْ بلا تأبين ِ

*

ساءلْت ُ نفســي ايَّ ذنب ٍ قدْ جَنـَتْ

حتّـى تكون ّ الموحشـات ُ عريني

*

ولِمَ استباح َ الليل ُ شمْس َ مقاصدي

وامتـدَّ عـثُّ الموج ِ نَحْو َ سفيني

*

هـــذا أنا فَــرَسي الرياحُ وبيرقــي

و َهْـم ٌ يرفرف ُ في سماء ِ جنوني

*

للحُـزْن ِ آيات ٌ عظـــام ٌ نُزّلَــــتْ

رتّلْتُـــــها في صومعات ِ سكوني

*

لكــن َّ وجْــهك َــ فاِتنــي ــ لمّــا بدا

خَلْـف َ المدى ولّــى ظلام ُ شجوني

*

قَبّلْتُـــه ُ صبحا ً فريدا ً مــا رأتْ

أنوارَه ُ الأبصــارُ منــــــذ ُ قرون ِ

*

فــي مقلتيك َ قرأت ُ سِــر َّ حكايتي

وعرفت ُ اصْــل َ مسـرّتي وأنيني

*

وعلــى شِفاهِــــك َ بسمـــة ٌ سحريّة ٌ

سَبَقــتْ عصور َ الخلْق ِ والتكوين ِ

*

مـــــا أنت َ إلاّ نَفْحـــــــة ٌ قُدُسيّـــة ٌ

وشـــرارة ٌ في هيكـل ٍ منْ طين ِ

*

لمّــــا رأيتُك َ في دروب ٍ حُوصِـرَتْ

بالثلج ِ والظلماءِ مِثْـلَ سجيـــن ِ

*

غنّـــــى الربيع ُ نشيـــدَه ُ في خافقـي

واخضـرَّ عودٌ في عجافِ سنيني

*

رَقَصت علـى خضْرِ الضفافِ وريدة ٌ

وأنارَت ِ البسمات ُ وجْه َ حزين ِ

*

ومراكب ٌ عادتْ إليـــها بَعْدَمــــــا

هجَعَتْ خيالات ُ الهوى المجنون ِ

*

نَشَـرَت ْ صواريــها لتحتضن َ المدى

والريح َ تجري لا على التعيين ِ

*

مَرَقـتْ كرعْــد ٍ في السكون ِ وأشعَلَت ْ

نارا ً على مذرى رماد ِ حنيني

*

هــــذي هي َ الأقـــــداحُ قدْ فَرغتْ وَلَـمْ

تبلـغْ سواحـل َ من بحار ِ ظنوني

*

ألوى بهـــا الإعيــــــاءُ يلعن ُ بعْضُــها

بعضـا ً تُحـدَق ُ فـي سماء عيوني

*

مسحـــــورة ً وهِــي َ التي عًرِفَــتْ بما

فيهــــا من الإغـراء ِ والتطمين ِ

***

جميل حسين الســـاعدي

في نصوص اليوم