نصوص أدبية
مالكة العلوي: عَتاقَةٌ تَطْلُبُني في أَثَرِ الضَّجيجِ
يَنبَعُ عَطَشي مِثلَ إِكسيرِ المَاءِ…
يَتَلَمَّظُني، مُرْتَابَةً بَيْنَ قَصيدَةٍ وَنَافِذَةٍ عَجْلَى…
تَطيحُ بِأُمنِيّاتي،
وَتَستَرِدُّني سَرابَاتٍ فِي المَجهولِ…
كُنتُ عاشِقَةَ لَيلٍ،
قاطِفَةَ مَشْيٍ مُستَعجِلٍ…
أَذوبُ فِي عُزلَتي،
كَيْ أَستَنفِدَ ما تَبقّى لي مِن أَغاني العُمرِ…
لَكِنَّني أَتَحَرَّرُ مِن يَأْسٍ لا يَفْتُرُ فِي ابتِلائاتٍ
تَطلُبُني فِي أَثَرِ الضَّجيجِ…
كُلَّما نَظَرْتُ إِلَى الأَعلى،
أَوقِدَني ضِياءٌ نُورانيٌّ،
يُحَدِّقُ بي،
كَأَعيُنٍ أَو سِهامٍ جائِعَةٍ…
تَنَعَّمُ فِي مَلمَسِها جائِلَةً،
عَلَى حِصانٍ أَبيَضَ…
كَفارِسٍ يَتَجَلّى فِي سِربالِ المُنتَصِرينَ.
*
فأَمْضِي،
كَأَنَّ خَطايَ تُوشِكُ أَنْ تُفْلَتَ مِن جاذِبِيَّةِ الأَرْضِ،
وَكَأَنَّنِي أَبْلُغُ تَرَقُّوَةَ السُّؤَالِ القَصِيِّ:
كَيْفَ تُفْتَحُ العَتْمَةُ عَلَى احْتِمالٍ صَغِيرٍ لِلنَّجَاةِ؟
أُواصِلُ عُبُورِي فِي مَمَرَّاتِ الرِّيحِ،
أُرَمِّمُ كَمائِنِي القَدِيمَةَ…
وَأَفْتَحُ لِلْقَصِيدَةِ صَدْرًا شَاسِعًا،
عَلَّها، حِينَ تَكْتَمِلُ،
تَسْتَرِدُّنِي مِن شَتَاتِي،
وَتُوَثِّرُنِي مِن غَلَوَاءِ فَرَاغٍ
كَعَائِدَةٍ لِتَوَّهَا
مِن عُمقِ البَحْرِ إِلَى يَقِينِ المَعْنَى…
*
أَيَّتُها المُوغِلَةُ فِي كُموني…
كَأَنَّكِ مِنِّي إِلَيَّ،
تَنْشُبُ فِي شِفائي رُوحٌ أُخْرَى
هادِرَةٌ، مُلْتَبِسَةٌ،
لا تُعْذَرُ فِي سَقَطَاتِ الوَهْنِ،
لا تَفْرَحُ فِي الغُروبِ الجَمِيلِ…
رُبَّمَا، لأَنِّي أَخْشَى العَتْمَةَ المُوْحِشَةَ،
أَخْشَى المَا بَيْنَ،
أَو عَماءً لا يُصْلِحُ لِلْهَبَاءِ….
نَافِذَةٌ مُشْرَعَةٌ عَلَى العَدَمِ؟
***
مالكة العلوي






