نصوص أدبية
سُوف عبيد: صباحُ الخير.. صباحُ المِشنقة
أيُّ حُزن
كأنّه إلى الأبد
في هذا البلد
مَضى شتاءُ ثورةِ الخُبز
والجراح
وأتى صيفُ صُفوف المَوز
والتفّاح
هذا الصّباح
لن أقول صباحَ الخير لأحد
لن أمُدَّ لأحدٍ يدِي
***
السُّكّر أسودُ مالح
الحليبُ بالبَرص
القهوةُ كالبَوْل
وخُبزُنا
مُغَمَّسٌ بالدّم
صباحُ الخير
بل صباحُ الويْل
***
هذا الصّباح
لن تُشرقَ الشّمس
لن يتنفّس الصّبح
هنالكَ
وراء الأسوار
خلف الأبواب
عَشرُ أزهار
مُلقاةٍ على الإسمنتِ
ذابلةٍ مُختنقهْ
طيورٌ عَشَرَهْ
لا رَفْرفَهْ
لا زَقزقَهْ
تنتظر
حَبلَ الْمِشنقَهْ
***
سُوف عبيد
1984
......................
* كتبت هذه القصيدة إثر أحداث ثورة الخبز بتونس سنة 1984 التي سقط فيها عشرات الضحايا من بينهم الشاعر فاضل ساسي وحُوكم فيها عديد الشبّان بالإعدام وقد نشرتها بجريدة ـ الطريق الجديد ـ بتونس بتاريخ 16 ـ 6 ـ1984