نصوص أدبية

جاسم الخالدي: ظلال الاشتياق

جفاني الحبُّ والمسرى جفاني

وقد ودّعتُ عمرًا في الأماني

*

أُناجيها وأبصرُها اضطرارًا

وأتبعُها فتتركني مكاني

*

وهذا حاليَ ما اتسعت دروب

فما من دائِها طبٌّ شفاني

*

أُصارعُ في خريفِ العمرِ ظِلّي

ويغزلُ من شظايا القلبِ ثاني

*

فلا الأقدارُ تُنصفُني بوصْلٍ

ولا الأيامُ تَرحمُ ما دهاني

*

أجوبُ الليلَ في حُزنٍ عميقٍ

كأنَّ الليلَ من حزني رآني

*

أُعلِّقُ في المدى نجوى اشتياقي

وأرجو أن تعاودني الأماني

*

فإنْ مِتُّ اشتياقًا، لا تنوحوا

على حبٍّ هوى دون احتضانِ

*

أسافر بينَ أشرعةِ اغترابٍ

وفي عينيَّ أطيافُ الزمانِ

*

كأنَّ الليلَ يهمسُ لي حكايا

فأبقى أسكبُ الدمعَ الُمدانِ

*

أرى في الصبح أنوارَ الأمانِ

وفي الآمال ألحانَ الحنانِ

*

ولكنّي إذا طالَ اشتياقي

أرى وصلاً سرابًا في المعاني

*

فلا خِلٌّ يُزيلُ جراحَ قلبي

ولا نبضٌ يُعيدُ إلى كياني

*

إذا مِتُّ اشتياقًا لا تُلمني

فكم غصنا ذوى قبل الأوانِ

***

د. جاسم الخالدي

 

في نصوص اليوم