نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: حرب الشتاء والخريف

يهيمنُ ريحُ الشتاءِ ولكنْ

نَ ريحَ الخريفِ يعاود كرّا

*

يخالُ بأنّ الصّمودَ طويلًا

يُغيِّرُ حظًّا ويجلبُ نصْرا

*

وينسى بأنّ حليفَ الشتاءِ

زمانٌ تحدِّيه يقصِمُ ظهْرا

*

يعزُّ على ذا الخريف انكسارٌ

سينزعُ عنهُ رداءً وسِتْرا

*

وليس يفيدُ الدّعاءُ خريفًا

ولو قامَ دهرًا وأمسكَ دهْرا

*

أحبُّ الشتاءَ ولكنّ دمعِي

لأجلِ الخريفِ تدفّقَ نهْرا

*

ولو أذنَ اللهُ واسْطعتُ شيئًا

لنقّصْتُ عُمريْ ليزدادَ عُمْرا

*

ولكنّ أمرَ المُهيمنِ يمضيْ

وهل من مفرٍّ إذا رادَ أمْرا

*

وما عشتُ إلّا كهذا الخريفِ

بأرضٍ بها يولدُ العِتْقُ أسْرا

*

ويحيا بها الشرٌّ بشّا وحرا

ويسعىْ بها الخيرُ إنْ عاش سرّا

*

إذا ما بكى الناس عمر الشبابِ

ادّعيت وواسيتُ بالقول: صبْرا

*

وصدقُ المواساةِ إدراكُ معنى

الّذي فقدَ النّاسُ حلوًا ومرّا

*

ولكنّني والخريفَ شبيها

ن إذ لا شبابَ لنبكيهِ قهْرا

*

وإلا لأنسى البكاءَ بكاءٌ

فإنّ له مثلما قيلَ سِحْرا

*

وداعًا خريفَ الفصولِ وداعًا

خريفي وربّي بما ظلّ أدْرى

***

شعر: أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم