نصوص أدبية

نورالدين حنيف: ماءٌ مشقوقٌ

(قصيدة نثر)

هذا اللون الأخضر في المرايا العاشقة لا يراني مفردا. يفتحُ لي في جنون الشّفاهِ شريطَ الجمال، ويلُمّني مع ظلّي كائنا متعددا.

*

يقتلع الشبحَ من خدّي، يقيمُني على نبوءةٍ، ويمسح مائدتي من آثار الجحيم. فأكون أنا المعذّبَ في ظلالِ الجسارة... أكونُ شكلاً إنسياً مغرّدا.

*

لُمّيني أيّتها الْإنْجِيّةُ، يا سيدةَ الياسمينِ، لُمّيني عُجالةً سابِحةً في مطايا  الرّحيل... فما عادَ ترابُ هذِي الْيابسةِ يستوعبُ أنْهاري الخالدة.

*

وما عاد ارتِفاعُ منسوبِ النبْضِ يقدّمُ للعابر خبزاً ولا صاعاً من ماء. أو يضيفُ لروعةِ اللّقاء وصفاً يطفئُ الْموجدَة.

*

ها القلب الآن ماءٌ مشقوقٌ، هاربٌ من قراراتِ الضّفاف، يستأنِفُ سبْكَ الموجِ في تراتيلِ الموت، يعومُ في ظلالِهِ ويحشد في حبّه كل حوارِيّي الإيمانِ، يرتّبهم سطوراً: سطراً سطرا... في دواوينه الماجدة.

*

قدْ أكونُ عابداً وقد لا أكون في عشقِ الجبينِ اللّجين عاشقا ماردا.  ولكنني في ظلّ الصفصافة، أجدني أنا المرتهنَ وأنا الرسول الّذي في كفّيها بدا... وقدْ بدا ماجداً وأمجدا.

***

نورالدين حنيف أبوشامة \ المغرب

 

في نصوص اليوم