نصوص أدبية

نوال الوزاني: سقوطاً بالتقادم.. حكمة بالتقادم

كأنّه

لم يكن يوماً هناك!

فقد مضى،

حقاً مضى.

هكذا،

أيامه ليست أياماً وساعاته ليست من الساعات.

توارى،

وتهادى.

ثّمّة قوانين في أقدار البشر،

وفي مصائرهم، هناك قوانين أيضاً. لكنها آمالنا السرية،

لا رجعة عن تقادمها،

تندثر ناراً سرية. كأنّها الزمان

بين ضلال الصمت والعتمة، بين الريح وأنينها

بين النار وفوائدها.

تبقي آمالنا سرية

أياماً غايتها في الرجوع، كأن مصيرها يتقادم.

حقاً،

أيتها الغفلة،

الضياعُ - فؤادٌ

ضاع ما كنتُ أظن في الفؤاد نجواه

سُرقت حقوقنا في الأقدار

التي  تتهامس مع الجدران

الجدران تهترأ

تنحت وجهاً للرحيل

أوراق الأشجار تتساقط حقوقَها في الربيع

يتقادم الياسمين

تتقادم الذكريات نحو عمرٍ يشبه الصدأ!

يتكاثر التقادم

يمشى إلى تابوته

هنا:

أثقالٌ من الرجاء، كطيفٍ سجين

كأثر عتيق جداً، يضيع إذا ما نحن أضعناه.

أيّها الأسير عند القلب، أيّها الطيف عند السجين، أيّتها الذكرى

عند القضبان.

والحق عند النسيان،

فمّن سيطالب بحضوره إذن

إذا مرّ الزمان وسدّ السؤال نوافذه؟

أهكذا، نمارس أحلامنا خلسة

نحضر ونتوارى خلسة، ولكن نتقادم علانية:

السقوط تقادماً

السير تقادماً

الرمال تقادماً

وشوقها إلى الريح تقادماً أيضاً

إذان

لا صوت هناك

ولا في القلب بيان.

***

نوال الوزاني

في نصوص اليوم