نصوص أدبية
عبد الامير العبادي: الوجهُ الاخرُ للنهرِ الحزينِ
هادئُ الطباعِ
تعبثُ به رمالُ السواحلِ
تجرحهُ حيتانُ التوحشِ
النهرُ الباسمُ
تأخذهُ الغفلاتُ
ينادمهُ الآسى
يتناسى غزلهُ لِما تبقى
من فرسانِ الشعرِ
وقصائدِ الهيامِ القتيلةِ
بسيفِ احزاننا المسلطِ
ياايها النهرُ المدللُ بينَ انهارِ اللهِ
اعرفُ أنكَ تقاطعُ الانهارَ في الصبرِ
اعرفُ أنَّ ماءكَ مثلي حزينٌ
لقد خانهُ المجرى
القى بهِ الى بحرِ أُجاجٍ
انتَ مثلي ياصديقي
كلانا ضاعَ والتيهُ غيّرَ مجراهُ
*
ايها الفتى المتمردُ
النادلُ لكلِّ السواحلِ
ايها المنسيُّ وسطَ كومةِ ارضٍ جرداءَ
ايها المؤذنُ ليقظةِ الواهمينَ بالفجرِ
ايها الفتى المنسيً
هذهِ الادغالُ غريبةٌ على الكناري
هي لن تبهجكَ ابداً
دعكَ صديقاً للقلقِ
اياكَ ونشوةَ خمرٍ عابرةٍ
غداً النواقيسُ والمعابدُ تناديكَ
يخرجُ سيفكَ من اسرهِ
تأتيكَ موعظةُ الامهاتِ تبشركَ
بأنهارٍ من الشعرِ النقيِّ
ايها الفتى
كمْ لسعتكَ نيرانُ قوافي الثوارِ
رحتَ تلمُ الرصاصَ تلوَ الرصاصِ
ايقنتَ أنكَ في متاهةِ وسطِ الخيانةِ
ليتكَ ما سبرتَ طرقَ ضيعتكَ
وليتكَ تركتَ حسراتِ ندمٍ
لزيفِ شعرِ المنمقينَ للاهاتِ
العابثينَ بالأنا وتزويقَ السوادِ
ايها الفتى ،حبيسُ الرؤى
لا تجددْ بيعتكَ بعدَ الآنَ
دعْ الاضدادَ للاضدادِ
تأْكلها إرضى المقابرِ
محطاتكَ سفرٌ لدهاليزِ الغرباءِ
يا صديقي
اعطني غريبَ التبغِ
لوثتنا قماماتُ صنعناها فولاذاً
الجفافُ يبتلعُ امطارَ اللهِ
مالنا نفكرُ بصعودِ الجبالِ هرباً
الارضُ لن تفيضَ
قلْ لنوحٍ أنْ يوقفَ صنعَ السفنِ
العابرونَ اليهِ خانتهم ذاكرةُ الوجعِ
قل لموسى لا تجرحْ البحرَ بعصاكَ
سابلةُ السواحلِ قد انتحروا حزناً
فوقَ ارضكَ اليبابِ
يا صديقي
اعرفُ أنكَ تقرأُ الآنَ مذلونَ مهانونَ
وانتَ من سلالةِ المتسكعينَ
في المقاهي الرثةِ
تجدُ نفسكَ تبحثُ عن شرقِ المتوسطِ
تلملمُ أضلعكَ خشيةَ الانهيارِ
أجفانكَ ترهقُ بصركَ
تبحثُ عن عصا تائهةٍ من مغدورٍ
تقيكَ زحمةُ الزوابعِ
تفتشُ عن رحمةٍ في زحامِ الدروبِ
يجركَ الخيالُ لشرائطَ بيضاءَ
تخالها فقيدتكَ التي اكلها
نسيانُ العذابِ
أستفقْ ببقايا زجاجاتِ خمرٍ
تركها شاعرٌ اعياهُ الضيمُ
وهو ينتظرُ قصيدةً رافضةً
البوحُ عن اميرةٍ ضامئةٍ للحبِ
تستغرقكَ عندَ عتباتِ الحريةِ
تنسيكَ ترفَ الخيالِ
تبددُ شحوبكَ الذي عزفتهُ الاهاتُ
جربي سيدتي لسعاتِ الجنونِ
لقد أعيتني الامواجُ
أخشى الوصولَ للسواحلِ
ربما تخونني
لن يجفَ بللُ قلبي
تغشني الريحُ بسكونها
أفقدُ فطنتي
أشعرُ اننا مجانينُ
او أطفالٌ تغرينا الشيكولاتا
نتناسى وجعنا
نتركُ لغاتِ العبثِ تمزقُ اشعارنا
نبحثُ عن رغبةٍ جوازها قد انتهى
***
عبد الأمير العبادي