نصوص أدبية

رائدة جرجيس: أساور الوعود

في قريةٍ صغيرة محاطة بأشجار الصنوبر والضباب، كانت هناك عادة قديمة: حين يُعقد وعد بين اثنين، يُقدَّم أحدهما للآخر سوارًا مصنوعًا من خيوط ملونة تنسج تحت ضوء القمر.

يُقال إن تلك الأساور لا تنكسر إلا إن خُذل الوعد. وكل من يفقد سوارًا، يُقال إنه يفقد بعض ظلَّه.

في إحدى زوايا القرية، عاشت ليل كانت ترتدي خمسة أساور في معصمها الأيسر، لكل واحد منها قصة، وكل قصة بقايا حلم. قالوا لها: "أنتِ محظوظة، كم من الوعود تحيط بك. كانت تبتسم في صمت ثقيل. كانت تعرف جيدا أن من يحمل الوعود لا يعود حرًا.

في إحدى الليالي، وبينما كانت تسير قرب النهر، شعرت بسوار يشدّ على يدها كالقيد.  نظرت إلى الماء، وهمست:

 "لم أعد أُريد أن أحمل ما لا يُحمَل."

فكّت الأساور واحدًا تلو الآخر، ورمتها في النهر، دون دمعة، دون وداع. كل سوار سقط بهدوء ضاع في الطين كأنه نهاية جملة نُطقت منذ زمن بعيد في النهار كانت الشمس ساطعة وظل ليل طويل. تغني أساور الوعود وهم واساور الكبرياء ذهب

***

رائدة جرجيس

في نصوص اليوم