نصوص أدبية

جاسم الخالدي: حسوني يا نور عيوني

لقد عادت أمك من رحلتها الأخيرة

بعد أن أطفأ الدمعُ بصرها، وحُجبت عنها رؤيتك

في قلبها ثقلٌ لا يُحتمل،

ونبضٌ غائبٌ إلا منك

فحين فتحتْ أبواب ذاكرتها،

وجدت اسمك محفورًا

في كل نبضة

كأنك هناك،

نائمٌ في قلبها،

تسكنه بصمتك الطويل

*

حسوني يا نور عيوني

استيقظ من زوايا روحي المثقلة

دع للحياة  مجالا كي تعود لوجهها

لقد كانت ضحكاتي تخفي خلفها أشواكاً

*

كلما حاولتُ نسيانَكَ،

وجدتُك تنبضُ بين أنفاسي

*

أين أنتَ يا ولدي؟

كلُّ، شيءٍ عاد لطبيعتِهِ إلا أنتَ

أنت الذي بقيتَ مغروساً في حنايا الروح

*

ما زلتَ الحلمُ الذي يترقّبه قلبُ أمِك،

ما زلتَ الحلمَ العالقَ في طرفِ عيني،

ما زلتُ أنتظرُ صوتَك،

كأنَّ كلَّ الأمهاتِ يعرفنَّكَ،

كأنَّك حلمٌ شاسعٌ ،

طيفٌ يمرُّ في ليالي المدينة الهادئة

فكلما مررتُ بذكراك،

سمعت نفسي تهمس:

"حسوني يا نور عيوني،

حسوني بعده زغيروني"

*

المدينة هادئةٌ،

وكأنها تنصتُ لأنفاسِكَ

وكلما استرجعتُ ضحكتَك،

كنتُ أرددُ:

*

"حسوني يا نور عيوني

حسوني بعده زغيروني"

*

الوباءُ انتهى،

ووضع الناسُ أقنعتهم جانبًا

لكن في داخلنا لم ينتهِ غيابُك

***

د. جاسم الخالدي

في نصوص اليوم