نصوص أدبية

جودت العاني: عبث التكرار..!!

ما بين الفجر

وغياب الشمس

تحتضر الأرض

وما فيها..

**

البعضُ يتيبسْ

والبعضُ يموتْ

والآخرُ يأكله الهمْ..

والآخرُ ينخره الغمْ..

**

في هذا الكون الملكوت،

اعمى يتوجس مشيته

فوق رصيف الشارع

لا يدري اين يسير..

واعمى الفكر، لا يدري

في أي طريق يمضي

قد يمضي ولا يمضي..

والجاهل اعمى ،

قد يعرف لآشيء

والعارف لا يرهن نفسه

حول جواد خاسر..

**

والكل

على منهل الإحتضار..

قد يشعر البعض بالتكرار

ولكن ،

ما جدوى التكرار..؟

الصبح الليل

الليل الصبح

يتعمد هذا التكرار

موت وحياة

وحياة والموت

**

وتطل الحتمية

في جنح الليل

وضوء الشمس

وفي معناها عبث (*)

والعبث التكرار

بتغذى عدما

يلغي ندما

ينفي نغما

يطفو فوق

مساحات التكرار..

**

الرقص والحب والإنجاب..

والتكرار والهوس الجارف

في ماخور الأنخاب..

واليقظة والنوم هما التكرار

وما بعد التكرار

دوران في أفق اللامعنى

حيث الصخب الأدمي

والصمت الأبدي

يمثل معنى التكرار

**

في دوامة صخب الحب

او صخب الموت

في السلم او الحرب

تلك هي اللاجدوى

في المعنى

حين يدب العبث الشيطاني

يتسلل عبر مسامات الكون

ويسكن في الطرقات

ويعبث في الشهقات

ويرسم للكون علامات

اللامعنى..

***

د. جودت العاني

8 / 10 / 2024

..........................

(*) من وحي فلسفة العبث للفيلسوف والكاتب الفرنسي (البير كامو)

 

في نصوص اليوم