نصوص أدبية

محمد محضار: رفح.. سيدة المراثي

بِنكْهة الجُرح وطَعم اليَبَاب

تُبرعم رَفَح حزنها عناقيدَ غَضبٍ

وتَرسمُ بريشة عصفور صَغير

قَلْعةَ نُور وسُورَ صمود

وقبّةَ بَلْسَم تَصُدّ نِيران الغُزَاة

لنْ تسقط رفح  لن يموت قمرهَا

لن تُغيّر حَاملات الطّائرات وصواريخ " دليلة"

مَجْرى التّاريخ وتقتُل رُوحَ العُنْفوان

لن تُتْثني الدّمَاء المَسْفوحة والأشلاء المنثورة

أصواتَ الشرفاء..

أصوات الأحبّاء

وستصرخُ الملايين : كفى !

الدم النازف من خصر رفح صار نهرا

2

رفح يا سيدة المَرَاثِي وجَمرة الوقد المُنْفلت

يا أرض النَّجِيع ومَسْقِط المِحن النَّازِلة

رَسْم النِّهايَات البئيسةِ يَقْتل البِدايات في مَهدها

وتاريخ المَجَازر صار تَقويماً لمن اِحْترفوا الفَتك، لِتُجّار القضية

للسدنة وحرّاسِ المَعبد

رفح

أَحْلامُ القَلق وَكَوابِيس الخطيئة

تَتَرَبّص بالسَّحَناتِ البريئة وتطارد فرْحة القلوب الصَّغيرة

وليل المنايا يشهد أن الموت مر مُتأبّطا خُذلان خَيرَ أُمّة

وأن النَّار المُوقدة والمُذرعات المُجنزرة ودبابات الميركافا

مرت كعاصفة تنفث لهبها وتمضي مغمغمه  بكلام مبهم

3

رَفَح

سَقطت وَرَقَة التُّوت وصارت الأَشجار بِلا ظلال

بدأ موسم النُّزوح لأرض غير موعودة

بدأ موسم التِّيه في صَحْراء مُعلّقة

وكتب "العَابِرون" وثيقة التَّهجير

ومهرها "المُتَخاذلون" بدم الشهداء

رفح

اختلط الدَّمع بالدَّم، وبكت غَيْمة صغيرة

نَفشت العصافير رِيشها غاضبة

السماء صَارتْ ناراً والأجواء غدت دخاناً

وفي أواخر النهار مَرَّ شاعر متجول

نظم قصيدة حزينة ومضى

لا!

بل فَرّ مذعورا مِنْ هَول ما رأى

4

رفح

فلسطين صارت حصصا في بورصة الشعارات

ويحق لكل مواطن من خير "أمة"

أنْ يأخذ حصته كوفية ووشاحا وتجمهرا في الساحات

أما أهلها فتكفيهم أكف الضَّراعة والدَّعوات

***

محمد محضار

يوليوز 2024

في نصوص اليوم